307

ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين فيكون ما يفسد بجهله أكثر مما يصلحه بعقله.

فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغركم تنظروا أمع هواه يكون على عقله أم يكون مع عقله على هواه وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها فإن في الناس من ( خسر الدنيا والآخرة ) يترك الدنيا للدنيا ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحللة فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة حتى ( إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) فهو يخبط خبط عشواء يوقده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة ويمده ربه بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه فهو يحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله لا يبالي ما فات من دينه إذا سلمت له الرئاسة التي قد شقي من أجلها فأولئك الذين ( غضب الله عليهم ولعنهم ) و ( أعد لهم عذابا مهينا ).

ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله وقواه مبذولة في رضى الله يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد من العز في الباطل ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفذ [ تنفد ] وأن كثير ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا يزول فذلكم الرجل نعم الرجل فيه فتمسكوا وبسنته فاقتدوا وإلى ربكم فتوسلوا فإنه لا ترد له دعوة ولا يخيب له طلبة

احتجاج أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام في شيء مما يتعلق بالأصول والفروع

عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قوله تعالى : ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى ) قال من لم يدله خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار ودوران الفلك بالشمس والقمر والآيات العجيبات على أن وراء ذلك أمر هو أعظم منه فهو في الآخرة أعمى قال فهو عالم يعاين أعمى وأضل سبيلا.

سأل نافع بن الأزرق أبا جعفر عليه السلام قال أخبرني عن الله عز وجل متى كان؟

قال متى لم يكن حتى أخبرك متى كان سبحان من لم يزل ولا يزال فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا.

عن عبد الله بن سنان عن أبيه قال : حضرت أبا جعفر عليه السلام وقد دخل عليه رجل من الخوارج فقال له يا أبا جعفر أي شيء تعبد؟

قال الله.

قال رأيته؟

قال بلى لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يعرف

مخ ۳۲۱