الاحتجاج
الاحتجاج
قال صلى الله عليه وآله إن ذلك لحق كائن بعد ثمانية وعشرين يوما في اليوم التاسع والعشرين وعدا من الله مفعولا وقضاء حتما لازما تمام الخبر.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا معشر المسلمين واليهود اكتبوا بما سمعتم فقالوا يا رسول الله قد سمعنا ووعينا ولا ننسى.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الكتابة أذكر لكم فقالوا يا رسول الله فأين الدواة والكتف؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك للملائكة ثم قال صلى الله عليه وآله يا ملائكة ربي اكتبوا ما سمعتم من هذه القصة في الكتاب واجعلوا في كم كل واحد منهم كتفا من ذلك.
ثم قال يا معشر المسلمين تأملوا أكمامكم وما فيها وأخرجوها واقرءوها فتأملوها وإذا في كم كل واحد منهم صحيفة قرءوها وإذا فيها ذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك سواء لا يزيد ولا ينقص ولا يتقدم ولا يتأخر.
فقال صلى الله عليه وآله أغيضوها في أكمامكم تكن حجة عليكم وشرفا للمؤمنين منكم وحجة على أعدائكم فكانت معهم فلما كان يوم بدر جرت الأمور كلها ببدر كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يزيد ولا ينقص قابلوها في كتبهم فوجدوها كما كتبها الملائكة لا تزيد ولا تنقص ولا تتقدم ولا تتأخر فقبل المسلمون ظاهرهم ووكلوا باطنهم إلى خالقهم
احتجاجه صلى الله عليه وآله على اليهود في جواز نسخ الشرائع وفي غير ذلك
قال أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة أمره الله تعالى أن يتوجه نحو بيت المقدس في صلاته ويجعل الكعبة بينه وبينها إذا أمكن وإذا لم يمكن استقبل بيت المقدس كيف كان فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل ذلك طول مقامه بها ثلاث عشرة سنة فلما كان بالمدينة وكان متعبدا باستقبال بيت المقدس استقبله وانحرف عن الكعبة سبعة عشر شهرا أو ستة عشر شهرا وجعل قوم من مردة اليهود يقولون:
والله ما درى محمد كيف يصلي حتى صار يتوجه إلى قبلتنا ويأخذ في صلاته بهدينا ونسكنا فاشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله لما اتصل به عنهم وكره قبلتهم وأحب الكعبة فجاءه جبرئيل عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله يا جبرئيل لوددت لو صرفني الله عن بيت المقدس إلى الكعبة فقد تأذيت بما يتصل بي من قبل اليهود من قبلتهم فقال جبرئيل عليه السلام فاسأل ربك أن يحولك إليها فإنه لا يردك عن طلبتك ولا يخيبك من بغيتك فلما استتم دعاءه صعد جبرئيل ثم عاد من ساعته فقال اقرأ يا محمد :
( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) (1) الآيات.
مخ ۴۰