الاحتجاج
الاحتجاج
دس عليه فسقاه سما فقتله ثم نازع عمر حتى هم أن يضرب رقبته فعمد في قتله ثم طعن على عثمان حتى قتله كل هؤلاء قد شرك في دمهم فأي منزلة له من الله يا حسن وقد جعل الله السلطان لولي المقتول في كتابه المنزل فمعاوية ولي المقتول بغير حق فكان من الحق لو قتلناك وأخاك والله ما دم علي بأخطر من دم عثمان وما كان الله ليجمع فيكم يا بني عبد المطلب الملك والنبوة.
ثم سكت فتكلم أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام فقال :
الحمد لله الذي هدى أولكم بأولنا وآخركم بآخرنا وصلى الله على جدي محمد النبي وآله وسلم.
اسمعوا مني مقالتي وأعيروني فهمكم وبك أبدأ يا معاوية إنه لعمر الله يا أزرق ما شتمني غيرك وما هؤلاء شتموني ولا سبني غيرك وما هؤلاء سبوني ولكن شتمتني وسببتني فحشا منك وسوء رأي وبغيا وعدوانا وحسدا علينا وعداوة لمحمد صلى الله عليه وآله قديما وحديثا وإنه والله لو كنت أنا وهؤلاء يا أزرق مشاورين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وحولنا المهاجرون والأنصار ما قدروا أن يتكلموا به ولا استقبلوني بما استقبلوني به.
فاسمعوا مني أيها الملأ المجتمعون المتعاونون علي ولا تكتموا حقا علمتموه ولا تصدقوا بباطل إن نطقت به وسأبدأ بك يا معاوية ولا أقول فيك إلا دون ما فيك.
أنشدكم بالله هل تعلمون أن الرجل الذي شتمتموه صلى القبلتين كلتيهما وأنت تراهما جميعا وأنت في ضلالة تعبد اللات والعزى وبايع البيعتين كلتيهما بيعة الرضوان وبيعة الفتح وأنت يا معاوية بالأولى كافر وبالأخرى ناكث؟
ثم قال أنشدكم بالله هل تعلمون أنما أقول حقا إنه لقيكم مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر ومعه راية النبي صلى الله عليه وآله والمؤمنين ومعك يا معاوية راية المشركين وأنت تعبد اللات والعزى وترى حرب رسول الله صلى الله عليه وآله فرضا واجبا؟ ولقيكم يوم أحد ومعه راية النبي ومعك يا معاوية راية المشركين؟ ولقيكم يوم الأحزاب ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله ومعك يا معاوية راية المشركين ؟ كل ذلك يفلج الله حجته ويحق دعوته ويصدق أحدوثته وينصر رايته وكل ذلك رسول الله [ يرى ] عنه راضيا في المواطن كلها ساخطا عليك.
ثم أنشدكم بالله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله حاصر بني قريظة وبني النظير [ النضير ] ثم بعث عمر بن الخطاب ومعه راية المهاجرين وسعد بن معاذ ومعه راية الأنصار.
فأما سعد بن معاذ فخرج وحمل جريحا وأما عمر فرجع هاربا وهو يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار ثم لا يرجع حتى يفتح الله على يديه.
فتعرض لها أبو بكر وعمر وغيرهما من المهاجرين والأنصار وعلي يومئذ أرمد شديد الرمد فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله فتفل في عينه فبرأ من رمده وأعطاه الراية فمضى ولم يثن حتى فتح الله عليه بمنه
مخ ۲۷۲