الاحتجاج
الاحتجاج
فولوهم الأعمال وجعلوهم حكاما على رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله تعالى فهذا أحد الأربعة.
ورجل سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا لم يحفظه على وجهه فوهم فيه ولم يتعمد كذبا فهو في يديه ويرويه ويعمل به ويقول إنما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله فلو علم المسلمون أنه وهم فيه لم يقبلوه منه ولو علم هو أنه كذلك لرفضه.
ورجل ثالث سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا يأمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم أو سمعه نهى عن شيء ثم أمر به وهو لا يعلم فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ فلو علم أنه منسوخ لرفضه ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.
وآخر لم يكذب على الله ولا على رسوله مبغض للكذب خوفا لله تعالى وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله ولم يهم به بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به على ما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه وحفظ الناسخ فعمل به وحفظ المنسوخ وجنب عنه وعرف الخاص والعام فوضع كل شيء موضعه وعرف المتشابه والمحكم.
وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام له وجهان فكلام خاص وكلام عام فيسمعه من لا يعرف ما عنى الله تعالى به ولا ما عنى به رسول الله صلى الله عليه وآله فيحمله السامع ويوجهه على غير معرفة بمعناه ولا ما قصد به وما خرج من أجله وليس كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يسأله ويستفهمه حتى إن كانوا ليحبون أن يجيء الأعرابي أو الطاري فيسأله صلى الله عليه وآله حتى يسمعوا كلامه وكان لا يمر بي من ذلك شيء إلا سألته عنه وحفظته فهذه وجوه ما عليه الناس في اختلافهم وعللهم في رواياتهم.
وعن يحيى الحضرمي (1) قال سمعت عليا عليه السلام يقول كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وآله وهو نائم ورأسه في حجري قيل لي ما الدجال.
فاستيقظ النبي صلى الله عليه وآله محمر وجهه فقال فيما أنتم فقلت له يا رسول الله سألوني عن الدجال.
فقال لغير الدجال أنا أخوف عليكم من الدجال الأئمة الضالون المضلون يسفكون دماء عترتي أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم
مخ ۲۶۵