ایغوا تاورنیک
إغواء تافرنيك
ژانرونه
أجاب الصبي: «لم أسمع اسمها. ومع ذلك أستطيع أن أقول إنها على حق ... جمالها أخاذ. ويا لها من سيارة أيضا! زهور وطاولات وكل ما تتخيله بداخلها. يا إلهي، سيستشيط الرئيس غضبا إذا غادرت قبل أن تصل إلى هناك!»
أسرع تافرنيك الخطى وطرق باب المكتب الخاص ودلف في غضون لحظات قليلة.
رحب به رئيسه في بادرة ارتياح. نظرت عميلة الشركة المميزة، التي كان يحاول لفت انتباهها، نحو الوافد الجديد، في أول ظهور له، بنوع من اللامبالاة الضجرة. إلا أن عينيها لم تنزلا عن وجهه على الفور. بل على العكس من ذلك، فمن لحظة دخوله كانت تراقبه بثبات. اقترب تافرنيك بشجاعة ورباطة جأش، وفي ذلك الوقت بدون فهم، من المكتب.
أعلن السيد داولينج بخنوع: «هذا ... إممم ... السيد تافرنيك، المدير هنا. في غياب ابني، هو المسئول عن قسم الإيجارات. ليس لدي شك في أنه سيتمكن من اقتراح شيء مناسب.» وتابع: «تافرنيك، هذه السيدة ...» ونظر إلى بطاقة أمامه ثم استطرد: «السيدة وينهام جاردنر من نيويورك تبحث عن بيت كبير في المدينة، وقد تكرمت وتعطفت بأن تخصنا نحن بالاستفسار.»
لم يصدر تافرنيك أي رد فوري. كان السيد داولينج شخصا قاصر النظر، وعلى أي حال، لم يكن ليخطر بباله قط أن يربط العصبية، أو أي شكل من أشكال الانفعال، بمديره المسئول. اتكأت السيدة الجميلة على كرسيها. وندت من شفتيها ابتسامة طفيفة لكنها فضولية للغاية، وأسندت خدها إلى أصابعها، وانقبض جفناها وهي تتفرس في وجهه. شعر تافرنيك بأن كليهما تعرف على الآخر. ومرة أخرى رجع بذهنه إلى الأجواء المأساوية في تلك الصيدلية، عندما كانت بياتريس شبه فاقدة للوعي بين ذراعيه، والسيدة الجميلة قد تحولت إلى تمثال. كانت لوحة غريبة انطبعت بوضوح في ذاكرته لدرجة أنها كانت ماثلة أمامه في هذه اللحظة بعينها. كان ثمة غموض في عيني هذه المرأة، غموض وشيء آخر.
واصل السيد داولينج حديثه حاملا رزمة صغيرة من الورق من على المكتب: «لا يبدو أنني قد صادفت أي شيء هنا يجذب السيدة وينهام جاردنر بشكل خاص. اعتقدت أن منزل ميدان بريانستون سكوير ربما يكون مناسبا، لكن يبدو أنه صغير جدا، صغير جدا جدا. السيدة جاردنر معتادة على الاستضافة، وقد وضحت لي أن لديها أصدقاء كثيرين دائما ما يأتون ويذهبون من الجانب الآخر من المحيط. إنها تريد، على ما يبدو، اثنتي عشرة غرفة نوم، إلى جانب مكان لإقامة الخدم.»
ذكره تافرنيك قائلا: «إن قائمتك ليست محدثة بالكامل يا سيدي. إذا كان الإيجار ليس لغرض معين، فهناك جرانثام هاوس.»
أضاء وجه السيد داولينج فجأة.
وصاح: «جرانثام هاوس! بالضبط! الآن أصرح بأنه غاب عن ذاكرتي تماما في الوقت الحالي - فقط في الوقت الحالي - أننا وضعنا للتو في دفاترنا واحدا من أجمل القصور في الطرف الغربي من لندن. وصاحبه عميل من أهم عملائنا، أيضا، وأحد العملاء الذين نحرص تماما على خدمتهم. يا إلهي! من حسن الحظ جدا ... من حسن الحظ جدا أنني فكرت فيه، خاصة أنه، فيما يبدو، لم يكن لدى أي شخص حسن التقدير لوضعه في قائمتي. تافرنيك، أحضر المخططات في الحال واعرضها على ... إمممم ... السيدة جاردنر.»
عبر تافرنيك الغرفة في صمت، وفتح درجا، وعاد بلفافة أوراق، بسطها بحرص أمام هذه العميلة غير المتوقعة. ثم تحدثت لأول مرة منذ دخل الغرفة. كان صوتها منخفضا وحلوا بشكل رائع. لم تكن تشوبه اللهجة الأمريكية إلا قليلا، ولكن شيئا ما في نغمتها، خاصة في نهاية الجمل، كان أجنبيا قليلا.
ناپیژندل شوی مخ