د مړینې په خوله کې
إغاثة الملهوف بالسيف المذكر لسعيد بن خلفان الخليلي
ژانرونه
وبمثل قوله صلى الله عليه وسلم : (ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله، فأسمعوا له وأطيعوا) (¬1) .
الحديث الثاني :
عن أم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ستكون أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع)، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال : (لا ما صلوا) (¬2) .
ووجه الاستدلال من هذا الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم (أفلا نقاتلهم؟ قال : لا ما صلوا)، حيث علق الإمام النووي قائلا : "ففيه ... أنه لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم أو الفسق ما لم يغيروا شيئا من قواعد الإسلام" (¬3) .
ومما يلاحظ على هذا الاستدلال :
أولا : كيف يمكن المحافظة على قواعد الإسلام في ظل حكم ظالم؟
فالحكم بما أنزل الله من أهم قواعد الإسلام لأنه مرتبط تماما بمبدأ الحاكمية لله، وبمبدأ العدالة، وظلم الحاكم يعني الحكم بغير ما أنزل الله وهذا يعني هدم قاعدة من أهم قواعد الإسلام.
ثانيا: لا شك أن هناك فرقا بين من يظلم هفوة ثم يرجع إلى الحق أو يبصر فيتوب وبين من يتمادى فيه ويصر عليه، ولذلك ربط الحديث النهي عن قتالهم بإقامتهم للصلاة، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) (¬4) ، وإلا فإن المسلمين أجل وأسمى وأشرف عند الله وعند رسوله من أن يكونوا قطعانا يحكمون بالظلم والقهر والجور (¬5) ، والله سبحانه هو الذي خاطب أولياء الأمور بقوله: (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا
¬__________
(¬1) رواه مسلم ، المرجع السابق ، برقم 4735.
(¬2) رواه مسلم (النووي (شرح صحيح مسلم)، ج12، ص 445، ك33، ب16، برقم 4777.
(¬3) النووي (شرح صحيح مسلم)، ج12، ص 446، وانظر أيضا، الباجوري (شرح جوهرة التوحيد)، ص 466، والقرطبي (الجامع لأحكام القرآن)، ج1، ص 187، والبنغلي (العقائد السلفية)، ج2، ص 420.
(¬4) سورة العنكبوت، آية رقم 45.
(¬5) عمر با (دراسات في الفكر الإباضي)، ص 94.
مخ ۱۷۷