الذي بقي منها فإنما هو17 ببركة المنصوبين للامامة، وإن تغلبت(18 الظلمة عليهم وسبلوا مجالسهم. وبحق قيل إن حفظ المال أعسر من جمعه. فإذا كان الله تعالى ذكره يرسل رسولا عالما حكيما ليجمع للخلقا بصفاء نفسه ولطافة ذهنه، بالقوة الممنونة عليه من وحى الله شريعة شريفة، وتنزيلا محكما متقنا، ثم لا يقيم لهما في الأزمنة من يحفظهما ويصونهما، كان ذلك من الله هزوا وعبثا وعجزا. والبله تعالى ذكره متعال منزه 20 عن الهزو [119] والعبث، منفي عن العجز والضعف.
فواجب إقامة الأئمة في الأزمنة لهداية الخلق ولحفظ الدين. وإذا وجب ذلك وجب أن لا ينالها الأنذال ولا يدركها الأشرار والسفهاء، بل من جمع الله فيه مكارم الأخلاق ومعاليها، وباعده من مشاينها ومساويها. ولزم النظر فى أصلها ومنبعها والعلل الموجبة لها. فأقول: لما صح، بما أدرجناه في هذا الكتاب، رسالة محمد ووصاية علي صلوات الله عليهما، وظهر أن دعوة الرسول كانت إلى التنزيل والشريعة ودعوة الوصي كانت إلى التأويل والحقيقة، لزم أن تكون الأئمة من نسلهما وعقبهما تشريفا لمحمد وتعظيما له وتكريما.
فأخبر أمته صلى الله عليه وعلى آله بذلك وأعلمهم به مرموزا في1 قوله: [
مخ ۱۶۹