تركه لأمته ليس بخير وأن الله تعالى ذكره قد أخرج نبيه من جملة من9 أوجب عليهم الوصية ? ولم يقم دليل على إخراج الله إياه من جملة من أوجب عليهم الوصية، ولا جاز أن يخرج الدين من اسم الخير ، بل الخير كله فى الدين. فواجب عليه، عليه السلام،10 عقد الوصية ونصب الوصى.
والعلة في وجوب الوصية ونصب الوصي1 للنبي أن الداخلين فى ملة النبى عليه السلام12 أيام حياته على نوعين: نوع دخلوا فيها طوعا وقبلوا منه دينه رغبة إلى الله تعالى ذكره وطلبا لرضائه؛ ونوع دخلوا فيها كرها، فقبلوا منه دينه رهبة وخوفا من [96] السيف، أو طمعا فى عرض عاجل دنيوي. 13 فكان هذا النوع يتربصون خروج النبي عليه السلام من العالم لينقلبوا على أعقابهم ويظهروا ما كانوا يخفونه من النفاق والبغض لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله. فعلم الخالق جل جلاله ذلك من نية خلقه ومن ضمائرهم الفاسدة، وعلم تعالى كبرياؤه أن الذي يمنعهم عن إظهاره أيام حياة النبى، صلى الله عليه وعلى آله إنما هو هيبة ما خص النبى به من تأييد الله ووحيه،15 واتصاله بدار البقاء، واستمداده6 منها البركات والخيرات. فأمر صلى الله عليه وعلى آله بأن يختار من أمته أفضلهم وأخيرهم وأشرفهم وأعلمهم، ثم يطلعه على شرط ما اطلع عليه من أنوار
مخ ۱۵۲