من الكلام واشتغل بالغة53 منه. فلا يزال يورد الشبه ويرى التناقض على54 أن الله تعالى ذكره قد صان الحق عن خوض الخائضين وطعن الطاعنين، وضمن أن يحفظ أهله عن زيغ الشياطين. فلا تكاد تجد طاعنا على الحق إلا وكان سببه قصوره عن معرفة الحق إلى أقصاه التى تورث الثبات والهداية. وأكثر من رأيتهم من الطاعنين والزاعمين أنهم ينقضون هذا المذهب فإنما5 هم قوم لم يعرفوا هذا المذهب ولا وقفوا على أبنية أصله. فكان51 أكثر ما نقضوا به نقضا عليهم وفسخا57 لمذهبهم من حيث لا يشعرون.
فأردت58 أن أجمع في هذا الكتاب أبنية أهل الحق في التوحيد، وفي الملائكة، وفى الأسامى59 وأغراضها، وفي الرسالة والوصاية والإمامة، وما في البعث والثواب والعقاب والقيامة،60 [11] وكيفية مأخذ التأويل في التنزيل والشريعة، وأفصح عن كل شيء منها وأكشف عن غوامضها وأرميه عند الخصوم. فإن تهيأ لهم الطعن على شيء منه11 فليفعلوه، وما أراهم يقدرون عليه. فإني قد
مخ ۷۶