جلالا مبينا.
وأنا أطلعكم،111 يا أهل الحقائق، على ضمائر المتفلسفين في هذا الباب حين112 قالوا إن الله علة العالم، ولا ينبئك مثل خبير،13 اعلموا أنهم قوم وضعوا لمذاهبهم قوانين ومقدمات، وشرحوا عن أفعال العالم الطبيعى وقواه، ووقفوا على استحالاته11 وتغييراته،115 فلم يصح عندهم له كون ولاصح فيه فساد، ولا ثبتت11 عندهم للبارىء على الإطلاق أنية موجودة، فقالوا بالظن والحسبان. إن كان هذا العالم مصنوعا فإن صانعه لم يسبقه ولا تأخر كون العالم [37] عن وجود موجده، بل العالم إن كان مصنوعا فإنه من الصانع كالإسخان من النار والضوء من ذي الضوء. ولم يبالوا، أ صح لهم التوحيد أم لم يصح، بعد أن أقروا بأن العالم مصنوع. ولو اجتهدوا في معرفة المبدع سبحانه وفي تنزيهه عن سمات المربوبين لم يبالوا11 بتخلفهم عن معرفة العالم بأنه هل كان من البارىء على سبيل القصد118 والفعل، أم على سبيل الطبع
مخ ۹۸