المروزي61 الفقيه رحمة الله عليه أن والدة المقتدر عمدت إلى جوار، فهيأتهن على زي الغلمان وأرسلتهن إلى ولدها المقتدر. فلما أحس بهن وعلم بأنهن جوار، أمر بإلقائهن في الدجلة. 62 والخليفة إذا لم يكن له من الدين هذا المقدار لم يصلح إلا لخلافتكم، ايها الأرجاس الأنجاس.
ولقد كنت بالعراق عند منصرفي من الحج والقاهر6 قد كحل6 وأجلس الراضي. فكان في أهل العراق ولولة وتوجع، فقلت لهم: ما هذه الولولة وما هذا التوجع? فقالوا : إن الخليفة، يعنون65 الراضى، دعى بابن أبى عمر القاضى،66 [ 19 وكان أمرد جميلا في غاية الجمال، ففضحه وفعل به ما يعالجه المعالجون. فآل أمر خلفائكم إلى إنسان ديلمي، مقطوع اليدين، خسيس النسب، يقعد لكم خليفة. ولقد بلغني عن بعض خلفائكم المهديين بزعمكم، أن قارئا قرأ بين يديه سورة من القرآن، فقال له الخليفة : هذا من أي ديوان هو ? فظن الأحمق أنه شعر ولم يعلم أنه قرآن. فكيف، لو سئل عن متشابهاته، ترى أنه يعلمها أو يجهلها? هذه صورة خلفائكم وأئمتكم الذين إليهم سياستكم.
مخ ۱۷۶