الشيطان سالكًا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك).
* في هذا الحديث من الفقه أن المؤمنين قد يكونون مختلفي الأحوال، ففيهم الرفيق وفيهم الشديد، وأن عمر ﵁ كان قويًا شديدًا في الله ﷿.
* وفيه أيضًا أن حالة الرفق التي لا تنزل إلى ضعف، فوق حال القوة التي تجاوز إلى عنف؛ لأن حالة رسول الله ﷺ أفضل الحالات.
* وفيه أيضًا أنهن حين أحتجبن عند علمهن بدخول عمر، ضحك ﷺ؛ وضحكة هذا فيما أرى سرور برفقه بهن، الذي بان مقداره بفرقهن من شدة عمر، وهو صاحبه وتبعه.
* وفيه أيضًا دليل على فضيلة عمر وشهادة رسول الله ﷺ له بأن الشيطان إذا رآه سالكًا فجًا سلك فجا غير فجه.
* وفيه أيضا أن عمر قال لهن لما احتجبن عند دخوله: (أتينني ولا تبهن رسول الله ﷺ؟!)، تعجبًا من جرأتهن على رسول الله ﷺ، وأنهن أحسن الجواب في قولهن: (أنت أفظ من رسول الله ﷺ وأغلظ) أي أننا نجترئ على رسول الله ﷺ إلا طمعًا في لطفه، وأنهن وصفن عمر رضي أدله عنه بأنه أفظ من رسول الله وأغلظ، وهذا النطق جمع لهن بين الاعتراف بشدة عمر وفضيلة رسول ﷺ، فخرجن من القول مشكورات.