128

د صحاحو معاني د افشا په اړه

الإفصاح عن معاني الصحاح

پوهندوی

فؤاد عبد المنعم أحمد

خپرندوی

دار الوطن

ژانرونه

* وفيه أيضًا دليل على أن يفتح الرجل طريقا في المسألة فيدل بذلك الفتح على باقي المسألة؛ ألا ترى أن ابن عباس قال: في نفسي منها شيء، ثم قال: ضربت مثلا لعمل، فقال عمر: أي عمل؟ فقال ابن عباس: لعمل رجل غني يعمل بطاعة الله تعالى ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى (٥٠/ ب) أغرق أعماله؛ وإنما أعاد ابن عباس ذكر العمل ليستنهض فطنة عمر فيسبق عمر إلى فهم مقصوده، وكذلك كان؛ فإن عمر شرح المسألة فأقر ابن عباس على ذلك، وهو الذي أراد ابن عباس أن يذكره. وقول عمر: ثم بعث الله له الشيطان؛ من نحو قوله تعالى: ﴿وقيضنا لهم قرناء﴾. وهذه الآية جاءت مثلا، فالبسط فيها مما أشار إليه ابن عباس وعمر ﵄، وهو أن الله ﷾ قد ذكر في الآيتين اللتين قبل هذه الآية حال المنفق رياء مع عدم الإيمان بالله ﷿ واليوم الآخر، وقال: ﴿فمثله كمثل صفوان عليه تراب﴾، وذكر أن مثل من ينفق ماله ابتغاء مرضاة الله وتثبيتًا من نفسه: ﴿كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين﴾، فارقًا سبحانه في ذلك الفرق والبين بين الذي ينفق رياء وبين الذي ينفق ابتغاء مرضاة الله، ثم أشار سبحانه إلى أن الإنفاق في سبيل الله إنما ثمرته على شبيه ثمرة صاحب جنة فيها نخيل وأعناب، وأنه لما أصابه الكبر وكانت له ذرية ضعفاء ليس فيهم من يقوم مقامه، ولا يغني عنه أبدًا، كلهم كل عليه- على كونهم زيادة ثقل وتضاعف هم- وكانت حاجته إلى بقاء تلك الجنة في ذلك الوقت أشد ما كانت حين أصابه الكبر، وذهب الزمان الذي يمكنه أن يغرس فيه غرسا يجتنبه، فأصابها إعصار في ذلك الوقت فاحترقت، فكذلك الذي أنفق ماله رياء الناس فإنه في القيامة حين تنقطع أعماله، وتشتد حاجته إلى ما قد أسلفه وقدمه فتجدها حينئذ قد أصابها الإعصار فاحترقت.

1 / 166