افريقيا: دراسه لمقومات القاره
أفريقيا: دراسة لمقومات القارة
ژانرونه
الاستعمار البريطاني
رأينا أنه حينما حلت نهاية القرن الماضي كانت فرنسا قد سيطرت بلا منازع تقريبا على القسم الشمالي الغربي والغربي من أفريقيا، وفي مثل هذا الوقت كانت سيطرة بريطانيا قد تمت على القسم الجنوبي والشرقي من هذه القارة، وامتدت هذه السيطرة حتى الركن الشمالي الشرقي أيضا، وهكذا اقتسمت هاتان الدولتان معظم أفريقيا بحيث لم تعد هناك سوى مناطق الاستعمار البرتغالي والإسباني، ومناطق محدودة جدا تمت فيها تجارب الاستعمار الألماني والإيطالي والبلجيكي.
ورغم اقتسام معظم القارة بين الدولتين الكبيرتين، إلا أنه كان لكل منهما طريقة خاصة في إدارة وحكم المستعمرات تختلف عن الأخرى اختلافا بينا، فالمستعمرات الإنجليزية أصبحت كل منها وحدة سياسية منفصلة عن بعضها ولم تحكم حكما مركزيا، كما فعلت فرنسا.
وكما فقدت فرنسا ممتلكاتها في العالم الجديد (كندا) لصالح بريطانيا، كذلك فقدت بريطانيا أهم ممتلكاتها في القارة الأمريكية؛ الولايات المتحدة. وقد أدى ذلك - من بين أسباب أخرى - إلى أن تبدأ بريطانيا في القرن التاسع عشر في تكوين إمبراطوريتها الجديدة في أفريقيا، وقد ساعدها على ذلك عدة عوامل نذكر منها: أولا الأسطول البريطاني التجاري والحربي الذي كان سيد البحار بلا منازع، وثانيا نظم الليبرالية ومبدأ حرية التجارة، وثالثا اتباع سياسة العزلة عن المشكلات المباشرة للقارة الأوروبية.
في 1652 أسس الهولنديون أول مستعمرة أوروبية في أفريقيا يستوطن فيها الأوروبيون؛ إقليم الكاب. وظل البوير - سلالة الهولنديين - يتوسعون في الداخل ويحاربون قبائل البانتو حتى وصلوا إلى مشارف الأورنج وإقليم ناتال، وفي 1795 نزل الإنجليز إلى إقليم الكاب واحتلوه دون مقاومة تذكر من جانب البوير . وفي 1806 تم لبريطانيا السيطرة الكاملة على الكاب، وسهلت هذه العملية نتيجة النزاع بين البوير وشركة الهند الشرقية الهولندية من ناحية، وثورة البانتو على البوير من ناحية ثانية. وفي 1814 تنازلت هولندا عن الكاب لبريطانيا.
ونتيجة للحكم الإنجليزي بقوانينه الجديدة، ونتيجة لبدء مزاحمة المستوطنين الإنجليز للبوير، فقد أخذ البوير في التوغل إلى داخلية جنوب أفريقيا، مفضلين عدم الاحتكاك الكثير بالإنجليز وأنظمتهم، وخاصة مسألة مبدأ إلغاء الرق (1834)، وعلى أثر ذلك تحرك البوير شمالا فيما عرف باسم «الهجرة الكبرى
The Great Treck » (1836-1840)، فعبروا نهر الأورنج وأنشئوا دولا مستقلة عن مستعمرة الكاب هي جمهورية البوير في ناتال التي أصبحت في 1859 مستعمرة إنجليزية، وجمهورية الأورنج الحرة، وجمهورية الترنسفال. وقد اتحدت الأورنج والترنسفال عام 1853 مكونتان جمهورية جنوب أفريقيا، وكان أول رئيس لهذه الجمهورية هو بريتوريوس
(1858-1871).
وفي ذلك الوقت استغل الإنجليز فرصة استئثارهم بمستعمرة الكاب فأنشئوا فيها عام 1853 حكومة محلية ومجلسا نيابيا، وزادت حركة الاستيطان الإنجليزي وتوغلوا شرقا بعد هزيمة قبائل البانتو وضم زولولاند ومنطقة خليج فالفش في «جنوب غرب أفريقيا حاليا».
وفي السبعينيات من القرن الماضي اكتشفت مناجم الماس والذهب، ومعظمها في كمبرلي والأورنج والترنسفال، وقد أدى ذلك إلى بداية فترة من النزاع بين الإنجليز والبوير؛ ففي 1871 احتل الإنجليز منطقة كمبرلي والقسم الغربي من جريكالاند، وكانت تابعة لجمهورية البوير. وفي 1877 ضمت بريطانيا كل الترنسفال، ولكن البوير يجمعون الشمل ويهزمون الإنجليز هزيمة كبيرة في منطقة ماجوباهيل
ناپیژندل شوی مخ