افريقيا: دراسه لمقومات القاره
أفريقيا: دراسة لمقومات القارة
ژانرونه
أما بلاد «بنت» فقد كان المصريون يصلونها بطريق البحر الأحمر، ولذلك تراوحت الآراء حول تحديد «بنت» بين القرن الأفريقي وجنوب الجزيرة العربية وشرق أفريقيا.
ويضاف إلى معرفة المصريين بمعظم حوض النيل وشمال شرق أفريقيا، أنهم قد نظموا رحلة حول أفريقيا في عهد «نخاو» في حوالي 600ق.م نجحت في الدوران حول القارة، ابتداء من البحر الأحمر، وعادت عبر مضيق جبل طارق.
وفي خلال الحكم البطلمي والروماني لمصر كانت هناك بعثات كشفية مستمرة في اتجاه الجنوب لمحاولة الوصول إلى منابع النيل وجبال القمر وبلاد الذهب. وفي خلال العهود العربية في مصر كانت العلاقات المصرية مع الجنوب تشتد إلى أن تم تعريب السودان، وفي بداية حكم محمد علي وفي عهد إسماعيل كانت الكشوف المصرية في اتجاه الجنوب مستمرة، وأدت إلى نشوء دولة كبيرة في حوض النيل تقلصت بسرعة لسببين: الأول عدم استطاعة مصر بمواردها المحدودة أن تنافس التوسع الاستعماري الأوروبي عامة والإنجليزي خاصة في أفريقيا، والثاني وقوع مصر نفسها داخل نفوذ الإمبراطورية الإنجليزية في أواخر القرن الماضي.
أما الدول الأخرى التي نشأت في أفريقيا، فمعلوماتنا عنها ناقصة إلى أكبر الحدود، ولكننا نعرف أن معظمها يشترك في صفة تكاد أن تميز تلك الدول، تلك الصفة هي التجارة؛ فهذه الدول سواء تلك التي قامت على الشواطئ الشمالية (قرطاجة ) أو التي قامت في نطاق السفانا السودانية (غانا - مالي - سنغاي - الفنج)، قد قامت فعلا على أساس أنها مراكز تجارية تتحكم في تجارة السلع الأفريقية الاستوائية والمدارية إلى أفريقيا الشمالية (دول السفانا).
والنشاط التجاري لا بد وأن يؤدي إلى معرفة الكثير من الأقاليم المحيطة بهذه الدول، وعلى هذا الأساس عرفت مسالك ودروب الصحراء التي تصل عالم البحر المتوسط بعالم أفريقيا المدارية، وعلى هذا الأساس أيضا تسرب نفوذ دول نطاق السفانا إلى نطاق الغابات الاستوائية، وعلى الأخص في غرب أفريقيا وشرقها. ولا جدال في أن الكثير من معلومات هذه الدول قد سجل في كتب لم يصلنا منها سوى بعضها، والبعض نقلت عنه كتب أحدث. ولا تزال هناك مخطوطات عديدة متناثرة هنا وهناك لم تنشر أو لم تعرف بعد أو ضاعت تماما، ومن الأمثلة على ذلك المقتطفات التي وردت في بعض الكتب العربية عن كتاب ابن سليم الأسواني، ومن المؤكد أن مكتبة جامع زانكورة
2
في تمبكتو - التي نهبت في عصور الضعف - كانت تحتوي إلى جانب كتب الدين والعقيدة على مؤلفات عديدة تضم أخبارا تصف البلاد المجاورة.
وفضلا عن ذلك، فلقد أسهم الجغرافيون العرب بقسط وافر في الكتابة عن أجزاء عديدة من أفريقيا حتى موزمبيق، ونذكر من بين الكتاب العرب المشهورين: الإدريسي، والمسعودي، وابن بطوطة، وليون الأفريقي.
وانتقلت معلومات العرب ومدوناتهم عن أفريقيا إلى البرتغاليين والإسبان في خلال القرن الخامس عشر، ومنذ ذلك التاريخ بدأت الكشوف الحديثة لأفريقيا بواسطة البرتغالي هنري الملاح الذي أرسل سفنه عام 1416 إلى سواحل ريودورو. وفي عام 1488 وصل بارتلوميو دياز إلى رأس الرجاء الصالح، وبذلك عرف طريق الهند، وفي خلال القرنين السادس والسابع عشر لم يعد أحد ينتبه إلى كشف داخلية أفريقيا؛ لأن سواحلها لم تمثل إلا محطات بحرية للسفن المتجهة إلى الهند، وفي القرنين السابع والثامن عشر أنشأت أوروبا وعلى رأسها البرتغال وبريطانيا وفرنسا محطات على ساحل غرب أفريقيا، من غانا إلى أنجولا، بقصد تجميع الأفريقيين وشحنهم رقيقا إلى أمريكا.
ومنذ الربع الأول من القرن التاسع عشر بدأت حركات إلغاء الرق ، وبدأت أنظار الدول الإمبريالية تتجه إلى تقسيم أفريقيا بعد أن تقاسمت معظم العالم، وبدأ الكشافون الأوروبيون يفدون إلى أفريقيا بأعداد قليلة زادت في منتصف القرن التاسع عشر، ثم أصبحت عملية منظمة بعد أن دخلت الدول الأوروبية بكل ثقلها في الميدان الأفريقي، وخاصة بعد مؤتمر برلين 1884-1885.
ناپیژندل شوی مخ