مدة ظهوره (ع) وذكر بيعته ومقتله وموضع قبره
ظهر بالمدينة ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة تسع وستين ومائة، وقيل سنة ثمان، وبايعه جماعة من أهل بيته وكثير من الشيعة كانوا وردوا الحج.
وممن بايعه من فضلاء أهله: يحيى، وسليمان، وإدريس بنو عبد الله بن الحسن بن الحسن، وعلي بن إبراهيم بن الحسن، وإبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن طباطبا، وحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن، وعبد الله وعمر إبنا الحسين بن علي بن الحسين.
وكان على المدينة خليفة لإسحاق بن عيسى بن علي، وكان إسحاق يليها من قبل موسى الملقب الهادي بن محمد الملقب بالمهدي بن أبي جعفر، ويعرف هذا الرجل بعبد العزيز بن عبد الله العمري من ولد عمر بن الخطاب، فأساء معاملة الأشراف من آل الرسول صلى الله عليه وعلى آله، وكان يجفوهم ويشدد عليهم، ويطالبهم بالعرض في كل يوم، فإذا غاب واحد منهم لحاجة له طالب أقرباءه.
وكان الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن غاب، فطالب [العمري] الحسين بن علي، ويحيى بن عبد الله عليهم السلام به، وجرى بينهما وبينه خطب طويل، فاجتمع جماعة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وكثير من الشيعة إليه، وقالوا له: أنت أحقنا بالأمر وبايعوه، وتأخر عنه بإذنه الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن، وموسى بن جعفر [بن محمد] جاءه فانكب عليه وقال: اجعلني في حل من تخلفي عنك. فأطرق ساعة ثم رفع رأسه إليه. فقال: أنت في سعة.
مخ ۷۳