بيعته عليه السلام وأيام ظهوره
ظهر عليه السلام بالمدينة بعد استتاره الدهر الأطول، وانفاذه الدعاة إلى الآفاق، وظهور دعوته بخراسان، ومبايعة جمهور أهلها له لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومائة، وروي في غرة رجب وعليه قلنسوة صفراء وعمامة فوقها متوشحا سيفا وهو يقول لأصحابه: لا تقتلوا.. لا تقتلوا. ودخل المسجد قبل الفجر؛ فخطب الناس، ولما حضرت الصلاة نزل فصلى وبايعه الناس طوعا إلا شرذمة، وهرب رباح بن عثمان المري عامل أبي جعفر على المدينة وصعد سطح دار مروان وأمر بهدم الدرجة، فصعد إليه من أخذه من هناك وجاء به، فسأله عن أخيه موسى فقال: أنفذته إلى أبي جعفر فبعث بجماعة من الفرسان خلفه فلحقوه واستنقذوه وردوه إليه.
وخرج منهاإلى مكة فبويع هناك وعاد إلى المدينة، وكان شعاره: (أحد أحد)، ووجه أخاه إبراهيم عليه السلام إلى البصرة، وبقي على أمره إلى شهر رمضان.
وقد كان عمرو بن عبيد ونفر من أعيان المتكلمين من معتزلة البصرة اختبروه ووقفوا على غزارة علمه ودعائه إلى القول بالعدل؛ فبايعوه، ومن الناس من أنكر أن يكون عمرو بايعه، والصحيح هو الأول.
وكان أبو جعفر [المنصور] من جملة مبايعيه، وروي عن حسين بن زيد بن علي قال: شهد مع محمد بن عبد الله من ولد الحسين أربعة: أنا، وأخي عيسى، وموسى، وعبد الله بنا جعفر بن محمد.
وخرج معه: المنذر بن محمد بن عبد الله بن الزبير، وكان ابن أبي ذؤيب وابن عجلان بايعاه، وممن خرج معه: مصعب بن ثابت بن عبد الله بن مصعب، وأبو بكر بن أبي سبرة الفقيه الذي يروى عنه الواقدي.
وروي أن مالك بن أنس استفتي في الخروج مع محمد بن عبد الله ، وقيل له: إن بأعناقنا بيعة لأبي جعفر، فقال: إنما بايعتم مكرهين، وليس على مكره يمين. فأسرع الناس إلى مبايعته.
مخ ۵۷