اسلامي اداره په عربانو کې د ځواک په وخت کې
الإدارة الإسلامية في عز العرب
ژانرونه
ولما حصر الأمين وضغطه
50
الأمر قال: ويحكم أما أحد يستراح إليه! فأتوه برجل من العرب فلما صار إليه قال له: أشر علينا في أمرنا. قال له: يا أمير المؤمنين قد بطل الرأي اليوم وذهب، ولكن استعمل الأراجيف فإنها من آلة الحرب. فكان يضع له الأخبار فإذا مشى الناس تبينوا بطلانها. فالأمين كان يسف إلى ذلك، وأخوه المأمون يعمد إلى القواد والعظماء والعلماء الأعلام يستشيرهم ويأتمنهم.
وغلط المأمون لأول أمره ثلاث غلطات إدارية؛ منها: أنه لم يأت إلى عاصمة ملكه عقيب مقتل أخيه فقضى في الطريق من مرو إلى بغداد سنتين بعد أن أقام بمرو تسع سنين، وكان عليه أن يبادر لجمع القلوب، وكسر شوكة المتلاعبين من القواد. وبايع المأمون بولاية عهده إلى علي بن موسى الرضا وهو في خراسان فأخرج الخلافة من آل العباس، حتى أجمعوا على خلافه وبايعوا بالخلافة إبراهيم بن المهدي في بغداد وخلعوا طاعته. ومنها: أنه سمع لوشاية وزيره الفضل بن سهل في هرثمة بن أعين الذي كان بحسن تدبيره العامل الأول في القضاء على جيوش أخيه الأمين وإيصال الخلافة للمأمون. وكانت أتت هرثمة كتب المأمون أن يلي الشام والحجاز فأبى وقصد إلى المأمون في خراسان
51 «إدلالا منه عليه؛ لما كان يعرف من نصيحته له ولآبائه، وأراد أن يعرف المأمون ما يدبر عليه الفضل بن سهل، وما يكتم عنه من الأخبار، وألا يدعه حتى يرده إلى بغداد دار خلافة آبائه وملكهم؛ ليتوسط سلطانه ويشرف على أطرافه، فعلم الفضل ما يريد فقال للمأمون: إن هرثمة قد أنغل عليك البلاد والعباد وظاهر عليك عدوك.» ولما أدخل هرثمة على المأمون وقد أشرب قلبه ما أشرب من ناحيته ذكر له ما بلغه عنه مما افتراه الفضل، وذهب هرثمة يتكلم ويعتذر ويدفع عن نفسه ما قرف به، فلم يقبل ذلك منه، وأمر به فوجئ على أنفه، وديس بطنه، وسحب من بين يديه ثم قتل.
وكاد المأمون يغلط غلطة رابعة بتخليه عن طاهر بن الحسين: «الذي أبلى
52
في طاعته ما أبلى، وافتتح ما افتتح، وقاد إليه الخلافة مزمومة حتى إذا وطأ الأمر أخرج من ذلك كله، وصير في زاوية من الأرض بالرقة قد حظرت عليه الأموال حتى ضعف أمره فشغب عليه جنده.» وتنوسي حتى لا يستعان به في شيء في الحروب، واستعين بمن هو دونه أضعافا. لكن عقل المأمون تدارك هذه الغلطات، وما إن جاء بغداد حتى قبض على قياد الملك قبضة الرجل الحازم، وظهرت مواهبه ونبوغه في السياسة والإدارة في زمن غلبت الفتنة على قلوب الناس فاستعذبوها، ولا مال له يرضيهم به. وقال يتخوف هائجا يهيج وبيوت المال فارغة: إن الناس في هذه المدينة على طبقات ثلاث: ظالم، ومظلوم، ولا ظالم ولا مظلوم. فأما الظالم فليس يتوقع إلا عفونا وإحساننا، وأما المظلوم فليس يتوقع أن ينتصف إلا بنا، ومن كان لا ظالما ولا مظلوما، فبيته يسعه، وما كان إلا كما قال.
وقيل: إن المأمون بكى لما رأى طاهر بن الحسين. فلما سئل عن سبب بكائه، قال: إني ذكرت محمدا أخي «الأمين» وما ناله من الذلة فخنقتني العبرة، فاسترحت إلى الإفاضة ولن يفوت طاهرا مني ما يكره، فبلغ ذلك طاهرا فركب إلى أحمد بن أبي خالد فقال له: إن الثناء مني ليس برخيص، وإن المعروف عندي ليس بضائع، فغيبني عن عينه. فسعى له بتولية خراسان، وكان قبل ولايته ندبه الحسن بن سهل للخروج إلى محاربة نصر بن شبث فقال: حاربت خليفة وسقت الخلافة إلى خليفة وأؤمر بمثل هذا! وإنما يجب أن توجه لهذا قائدا من قوادي. ثم وسد المأمون إلى عبد الله بن طاهر وهو ابن طاهر بن الحسين الرقة وحرب نصر بن شبث، وولاه البلاد التي في طريقه؛ ليكون حكمه نافذا مهيبا مهيأة له أسباب الظفر من كل وجه؛ وذلك لئلا تتعارض السلطات، ويجمع القائد في العادة بين السلطة العسكرية والسلطة المدنية، وهذا من دقيق سياسة العباسيين. ولما وسدت إلى عبد الله بن طاهر قيادة الجيش لقتال الخارجي ابن شبث كتب إليه أبوه طاهر بن الحسين كتابا تنازعه
53
ناپیژندل شوی مخ