اداه تروګ استقامه
إيضاح طرق الإستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة
خپرندوی
دار النوادر
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
د خپرونکي ځای
سوريا
ژانرونه
اسلامي سیاست او قضاوت
الخشوعيُّ، أنا أبي أبو طاهرٍ، أنا أبو محمّدِ بنُ الاكفانيِّ، أنا أبو محمّدٍ الكتانيُّ، أنا أبو بشرٍ المزنيُّ، أنا ابنُ زبرٍ، أنا أبي، قال: ذكر عبدُ الجبارِ بنُ سعيدٍ، عن أبيه، عن محمّدِ بنِ إبراهيمَ، قال: حضرت أبا جعفرٍ المنصورَ بالمدينة، وعنده ابنُ أبي ذئبٍ، فقال له أبو جعفرٍ: يا بن أبي ذئب! أخبرْني بحالات الناس، فقال: يا أمير المؤمنين! هلك الناس، وضاعت أمورُهم، فلو اتقيتَ الله فيهم، وقسمتَ فيهم فيئهم. قال: ويلَكَ يا بن أبي ذئب! لولا ما بعثنا بذلك الفيء من البعوث، وسددنا به من الثغور، لأتيت في منزلك، وأُخذت بعنقك، وذُبِحْتَ كما يُذبَح الجمل. فقال ابن أبي ذئب: يا أمير المؤمنين! قد بعثَ البعوثَ، وسدَّ الثغورَ، وقسم فيهم فيئهم غيرُك، قال: وَيْلَكَ! ومن ذاك؟ قال: عمرُ بنُ الخطاب. قال: فأطرق أبو جعفرٍ إطراقةً، ورفع رأسه، وقال: إن عمر بن الخطاب ﵁ عملَ لزمانٍ، وعملنا لغيره. فقال: يا أمير المؤمنين! إن الحقَّ لا ينقلُه الزمانُ عن مواضعه، ولا يغيرُهُ عن وجهه. قال: أحسبُكَ يا بن أبي ذئبٍ طعَّانًا على السلطان؟ قال: لا تقلْ ذلك يا أمير المؤمنين، فوالذي يُمسِكُ السماءَ أن تقع على الأرض إلا بإذنه، لَصلاحُكَ أحبُّ إليَّ من صلاح نفسي، وذاك أنَّ صلاحي لنفسي لا يَعْدوها، وصلاحك لجميع المسلمين. قال: فأطرق أبو جعفر، وإن المسيب والحرس قيامٌ على رأسه بأيديهم السيوفُ المسللةُ. قال: ثم رفع رأسه، وقال: من أراد أن ينظر إلي خير أهلِ الأرض اليومَ، فلينظرْ إلي هذا الشيخ -وأومأ إلي ابن أبي ذئب-. قال: فقلت في نفسي: أشهدُ أن الله وليُّ الذين آمنوا، وهو منجي المتقين.
1 / 214