قال وهب بن منبه (¬1) : «لله عز وجل ثمانية عشر ألف عالم، الدنيا عالم منها، وما العمران في الخراب إلا كخردلة في كف أحدكم»، وقد روي هذا مرفوعا إلى النبيء - صلى الله عليه وسلم - .
قال الشيخ عمر الفاروقي: «كنت أنا ويعقوب بن كراب ذات يوم جالسين بين يدي سيدي أحمد الرفاعي فجرى حديث الأمم، فقلت: أي ذكر سيدي بعض المفسرين أن الأمم كلها ثمانون مائة ألف تأكل وتشرب، وترث وتنكح، لا يكون الرجل رجلا حتى يعرفهم، ويعرف كلامهم وصفاتهم وأسماءهم وأرزاقهم وآجالهم». وسئل يوما عن شيء من قدرة الله تعالى ومخلوقاته، فقال: «إن لله في السماء بحرا من رمل يجري كجريان الرياح العاصفة منذ خلق الله الأرض إلى يوم القيامة، لا يدرى من أين إلى أين، يخلق الله بعدد كل ذرة منه دنيا مثل دنياكم هذه، فما ساعة تمضي من ليل أو نهار إلا ولله تعالى فيها قيامة تقوم على قوم، وميزان ينصب وصراط يمد، وقوم يدخلون الجنة، وقوم يدخلون النار، وهي غير الجنة التي أعدت لنا». حكى هذا الشيخ عبد الباري، والله أعلم.
قال سهل: «الأنفاس معدودة، فكل نفس يخرج من غير ذكر الله فهو ميت، وكل نفس يخرج بذكر الله فهو حي» والله أعلم، وبه التوفيق.
فائدة نذكر فيها فضائل التحميد
قال القطب - رضي الله عنه - : «وجاء حديث متصل عنه - صلى الله عليه وسلم - : «أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله» (¬2) .
¬__________
(¬1) - ... هو وهب بن منبه الصنعاني الأبناوي، أو عبد الله (ت: 110ه): يمني من صنعاء، وهو من الطبقة الوسطى من التابعين. ... وانظر- العالمية: موسوعة الحديث، مادة «وهب».
(¬2) - ... أورده القطب في جامع الشمل، كتاب التوحيد والإيمان 11 وقال: «رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، عن جابر بن عبد الله». ج1/ص16.
... ... وانظر برنامج العالمية: الترمذي، الدعوات 3305؛ وابن ماجة، الأدب 3790.
... ولفظ الترمذي: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله». قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم وقد روى علي بن المديني وغير واحد عن موسى بن إبراهيم هذا الحديث.
... وقال الحاكم في المستدرك: «صحيح»، وأقره الذهبي.
مخ ۱۹