وأما الإجماع : فلا خلاف بين العلماء أن من ألف بابا أو صنف كتابا أو قام خطيبا إلى غير ذلك ولم يذكر اسم الله عليه فإنه معترض عليه ما لم يكن فعل قلب أو كلاما أوله ذكر الله كالأذان والخطبة وإن لم يورد على جهة التسمية أو كتاب غضب ويكون للكاتب على المكتوب سطوة كسورة براءة فإنها نزلت على المشركين بوعد ووعيد وزجر وتهديد.وروي أن عليا عليه السلام كان يكاتب معاوية بن أبي سفيان بكتب محذوفة التسمية وفيه يقول الشاعر:
يدل على وجد الهمام كتابه وتخليفه للصدر عمن يكاتبه
والمراد بالبداية باسم الله تعالى أن يذكر في أول الأمر اسم من أسماء الله مثل بسم الله أو الله أو الرحمن أو الرحيم أو الرب وغير ذلك.
قلت:لا يبعد أن للتسمية على تلك الهيئة أرجحية لما في الكتاب العزيز من قوله{بسم الله الرحمن الرحيم،الحمد لله رب العالمين}(الفاتحة:1،2).ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم:(بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب)، رواه السيوطي في الجامع الصغير عن الخطيب في الجامع عن أبي جعفر مرسلا.ولا تبعد دعوى الإجماع على ذلك.
نعم: ولا بأس بتحقيق الأسماء الشريفة التي اشتملت (البسملة عليها) .
فنقول : أما الجلالة فذهب المتكلمون إلى أنها اسم لله بإزاء صفة ذات ، وتلك الصفة هي صفات الكمال اللاتي لأجلها تحق له العبادة . ومعنى أنه موضوع بإزائها : أنه إذا أطلق يفهم منه تلك الصفات ، وهو مشتق من الإله وهو الفرع ، وهو فعال بمعنى مفعول كإمام بمعنى مأموم لكنه قد صار اسم جنس لمن يحق له ذلك .
وقال البلخي: بل هو مشتق من وله العباد أي فزعهم.
قلنا: إذا لقيل الولاه لا إله بالهمزة .
وقالت النحاة : بل هو علم.
مخ ۸