وأما الأصل الثالث: وهو أن الأجسام لم تخل من الأعراض المحدثة ولم يتقدمها في الوجود فهذا هو مذهبنا ومذهب أكثر الفرق والخلاف في ذلك مع قوم من الفلاسفة فإنهم مقرون بالأكوان وبحدوثها إلا أنهم يقولون إن أصل العالم متعر عنها ثم حلته بعد ذلك وأهل هذه المقالة يسمون أهل الهيولى والصورة وأهل العنصر والاستقص والطينة فسموا أهل الهيولى والصورة، لأن منهم من يقول: أصل العالم جوهران بسيطان موجودان غير متحيزين ولا محسوسين ولا ملموسين ولا كائنين في جهة اسم أحدهما الصورة والثاني الهيولى ثم حلت الصورة في الهيولى فتحيزا واحتملا الأعراض. ومنهم من قال: أصل العالم جوهر موجود غير متحيز. ومنهم من قال: أصل العالم جواهر موجودة غير متحيزة فلذلك سموا أهل هذه الدعوى أهل الاستقص والعنصر والطينة لأن هذه العبارات تستعمل في أصل الشيء وعبروا بهذه العبارات عن أصل العالم الذي ذهبوا إليه.
مخ ۳۴