ووجدت بين القدماء والمتأخرين اختلافا في مسائل معروفة وأطراف مألوفة لا ينبغي لرصين عقل أن يجعل ذلك سلما إلى التفرقة بين العترة الكرام والأئمة الأعلام إذ لم يختلفوا مع التحقيق فيما يوجب هلكة أحدهم،ولا فيما يقدح في نجاتهم وعلو مرتبتهم ودقة نظرهم، ووجدت الهمم قد تقاعدت عن اقتناص فوائدهم وعن تتبع معرفة حقائق عقائدهم.
أحببت أن أعلق شرحا مفيدا على الكتاب الشهير المعروف بمصباح العلوم في معرفة الحي القيوم لسهولة المأخذ منه على الطالبين وكونهم لطلب المذاكرة فيه لا يزالون سائلين،منبها على عقائد القدماء من أئمتنا الهادين ، ذاكرا أدلتهم وبراهينهم مميزا لها أكمل تمييز على مذاهب المتأخرين،وكما أن للأول فضيلة الموصل السابق فللمتأخر درجة المقتدي اللاحق.
نجوم سماء كلما انقض كوكب بدا كوكب تأوي إليه كواكبه
مقدمة
ينبغي قبل الشروع في شرح ألفاظ الكتاب،معرفة حد علم الكلام ،وثمرته، واستمداده،ولم سمي علم الكلام؟، وفضله على غيره من سائر العلوم.
أما حده: فهو القواعد اللاتي يتوصل بها إلى معرفة توحيد الله تعالى وعدله وما يترتب عليهما، فقولنا القواعد نعني بها القوانين الكلية،كقولنا كل ما لم يخل من المحدث فهو محدث متوصلين إلى معرفة الله تعالى بذلك،ونعني بقولنا وما يترتب عليهما الكلام في النبؤات والإمامة ومسائل الوعد والوعيد و(غير ذلك) ، ونعني بالترتيب الترتب الأخص بحيث لا يكون أحدهما أصلا والثاني فرعا،فلا يرد دخول مسائل الشرع الفرعية في قيد الترتيب .
وأما ثمرته: فهي ثلاث فوائد:-
مخ ۲