198

قلنا: قد سماه الله غفرانا فإن كتاب الله مملوء بالمغفرة مع التوبة فكيف لا يسمونه غفرانا قال الله تعالى{وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى}(طه:82) وقال تعالى{يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما واستغفروا ربكم إنه كان غفارا ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم}إلى قوله{جزاءهم مغفرة من ربهم إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا} إلى غير ذلك مما يكثر تعداده. ثم نقول: قد وردت المغفرة في هذه الآيات ونحوها مقيدة بالتوبة ولابد من الاتفاق على ذلك ووردت فيما احتججتم به مطلقة غير مقيدة بها ومن الأصول المقررة حمل المطلق على المقيد (ولا سيما) مع كثرة المقيد وقلة المطلق كما في مسألتنا وبذلك بطل ما تمسكوا به وتم ما أردنا والحمد لله رب العالمين. فثبت بذلك الذي ذكرنا خلود كل فاسق وفاجر في النار وبطل ما قاله المخالفون.

مخ ۲۳۴