164

قال إمام زماننا أيده الله تعالى:بل لأن بعض الصحابة كتب التفسير بين كلام القرآن كابن مسعود كالتفاسير في زماننا فجمعت الصحابة المصاحف في ولاية عثمان ووقع اتفاق من علي عليه السلام ومن الصحابة على مصحف أمر عثمان باتباعه وشدد في النهي عن خلافه وهي كلها متفقة في السور لكن كان في بعضها اختلاف في شيء من الإعراب وقراءة القراء ومواضع في فصل الآيات ونحو ذلك، وأمر عثمان بأن يكتب على تلك النسخة ست نسخ وفرقت في النواحي وأمر باتباعها وشدد في ذلك، وأما ماروي أن عثمان هو المؤلف فذلك باطل، لأنه لا دليل صحيح يدل على ذلك ولعل الراوي لذلك من الذين مردوا على النفاق وورد في الأثر أنهم يجلون عن الحوض ويطردون ولو سلمنا صحة الرواية فهي من رواية الآحاد والقرآن شرفه الله تعالى ولا يثبت بالآحاد وكذلك ترتيبه وإلا لجوزنا تعكيسه وتحويل كلماته التي تحتمل بذلك التحويل والتعكيس معانيها وقوله تعالى{اليوم أكملت لكم دينكم}(المائدة:03) وقوله تعالى{وإنا له لحافظون}(الحجر:09) يقضي ببطلان ذلك، هكذا ذكره إمامنا أيده الله تعالى.

فائدة:

في فضل تلاوة القرآن، قال الدواري: روى عثمان بن عفان العسقلاني عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبريل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللوح عن القلم عن الله(من قرأ آية معربة من كتاب الله تعالى كتب الله له مائة حسنة ولمستمعها عشر حسنات فإن كانت غير معربة كتب الله لقارئها عشر حسنات ولمستمعها حسنة، الحسنة ألف ومئتا قنطار، القنطار ألف ومئتا بهار، البهار ألف ومئتا مدلاة، المدلاة ألف ومئتا رطل، الرطل ألف ومئتا أوقية، الأوقية ألف ومئتا قيراط، القيراط مثل جبل أحد) قال الدواري: هذا الخبر موثوق به ولا أعلم خبرا في مقدار الحسنة إلا ما ورد في هذا الخبر، فيحتمل أن يكون تفسير الحسنة هكذا في كل حسنة تذكر، ويحتمل أن هذا تفسير حسنة التلاوة للقرآن وسماعه فأما حسنة غير ذلك فمقدارها مما يستأثر الله تعالى العلم به.

قلت: قد مر أن رواية الهادي عليه السلام تخالف شيئا (كاللوح والقلم) مما دلت عليه هذه الرواية.

مخ ۱۹۸