الوجه الخامس: اختلاف حركات البناء، مثل قول بعض العرب في الجواب: نعم وبعضهم يقول: نعم، ومثل البخل والبخل، والكبد والكبد ، وميسرة وميسرة (¬1) ، ومثل قول بعضهم: حسب فلان يحسب بكسر السين في المستقبل، وقول بعضهم: يحسب بفتحها، ومن ذلك كسر من كسر أول الفعل المضارع فقال: نعلم وإعلم ونحو ذلك (¬2) ، ومنه إشمام بعضهم الضمة في قوله: (وإذا قيل لهم ) ]البقرة11[ ، ( وغيض الماء ) ]هود44[ ونحوه.
الوجه السادس: اختلاف الإعراب، من نحو قول الهذلي: ما زيد حاضر، قال الله: (ما هذا بشرا ) ]يوسف 31[، وقال ابن مسعود على لغة هذيل: ( ما هذا بشر ) (¬3) ، وقد ذكر من لغة بلحارث بن كعب أنهم يقولون: مررت بالرجلان، وقبضت منه درهمان، وجلست بين يداه، وركبت علاه (¬4) وأنشدوا:
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى مساغا لناباه الشجاع لصمما
وفي القرآن: ( إن هذان لساحران ) ]طه63[
الوجه السابع: هو إشباع الصوت بالتفخيم والإظهار، أو الإقصار به بالإضجاع والإدغام، وأكثر الاضجاع في تميم، ولغة الحجاز على التفخيم (¬5) ، وقد روي عن زيد بن ثابت أنه قال: نزل القرآن بالتفخيم، وإنما أراد عندنا بذلك في العرض الذي عرضه عليه رسول الله - صلى الله عليه - أو على أبي بن كعب، وذلك أنه لو لا أن رسول الله - صلى الله عليه - قد كان يميل في بعض الأوقات إذا قرأ لم يكن ليستعمل الإمالة في القرآن جماعة (¬6) الأئمة، ولم تكتب المصاحف بالياء في أمثال ( والضحى. والليل إذا سجى ) ]الضحى1-2[ ونحو ذلك، ولكن التفخيم أعلى وأشهر في فصحاء العرب وهو الأصل والإمالة داخلة عليه.
مخ ۷۷