... موضوع الوقف في اللغة العربية موضوع واسع وقد جاء في كتاب الإيضاح في القراءات ليدل به المؤلف على مواضعه في القران الكريم ،وقد ذكر الأندرابي ما جاء فيه من الحديث والأثر ، وذكر أنواعه وشرح لكل نوع وذكر اختلاف العلماء في تقسيمه ومثل لكل ذلك بأمثلة كثيرة ، وقد كان للأندرابي رأي متميز في تقسيم الوقف وترتيب مراتبه فجعل أعلاها التام، ثم الكافي، ثم الحسن، ثم الصالح، ثم المفهوم .
وذكر ما يستحب للقارئ إذا أراد أن يقف وما يكره له فيه ، وعرض مذاهب القراء في الوقف على الآي .وذكر أن تقسيم الوقف والابتداء في القرآن الكريم قسمان :
1. قسم أن يعرف أين يقف ومن أين يبتدئ ، فهذا يتعلق بالإعراب والمعاني .
2. وقسم في أن يعرف كيف يقف وكيف يبتدئ ، وهذا يتعلق بالتجويد .وقد برع في شرح أهمية الوقف في توضيح المعنى والتفكر في طلبه القارئ من قراءته . ... ثم عقد فصولا لكل نوع من أنواع الوقف ضاربا الأمثلة الكثيرة الموضحة لذلك بل لقد أحصى كل مواضع الوقف الحسن في القران الكريم مرتبا ذلك بحسب الترتيب السوري في المصحف ، ثم عرض للوقف الكافي والقبيح ووقف البيان ولكن السقط الذي في المخطوطة أضاع ما بقي من الباب والبابين اللذين بعده وهما يتعلقان بالوقف أيضا .
(1)ينظر : الإيضاح 135ظ.
الخاتمة
يمكن أن نختم هذه الدراسة بما يأتي :
1- أن مكتبة المخطوطات العربية ما تزال عامرة بكنوز التراث العلمي الاسلامي في مختلف المعارف ، ولاسيما فيما يخص المعارف المتعلقة بدراسة القرآن. وكتاب الإيضاح في القراءات لأحمد بن أبي عمر واحد من تلك الكنوز التي ظلت حبيسة ما يقارب عشرة قرون، وقد حوى مادة ضخمة في ميدان علوم القرآن والقراءات ، واشتمل على عدد كبير من النقول والآراء والأحكام التي تجعله واحدا من أهم كتب علوم القرآن والقراءات .
مخ ۳۱۵