226

اداه په قراات کې

الإيضاح في القراءات

ژانرونه

... ومن ذلك سورة الإخلاص، فالمشهور من أسمائها، المرسوم في المصاحف سورة الإخلاص، سميت بذلك لأنها منتظمة للتوحيد، وكلمة التوحيد تسمى كلمة الإخلاص، وقيل: بل الإخلاص في اللغة الإفراد والتفريد، وفي هذه السورة تفريد الله وتوحيده ووصفه بما هو به متفرد عن غيره، وقيل: سميت به لأن من اعتقد ما في هذه السورة من أوصاف الله -تعالى- يكون مؤمنا مخلصا، ولا يكون ذلك له إلا عن إخلاص تام، وقيل: سميت به لأن من يتمسك بما فيها إقرارا واعتقادا أخلص وانفرد عن جميع الملل الباطلة، وقيل: لأن من قرأها على سبيل التعظيم أخلصه الله من النار، أي: أنجاه منها، ومن أسمائها سورة الصمد، سميت به لاختصاص هذا الاسم بها من بين سائر السور (¬2) ، ومن أسمائها أيضا قل هو الله أحد سميت بفاتحتها، ومن أسمائها أيضا سورة نسبة الله (¬3) ، ورد في الأخبار: لكل شيء نسبة، ونسبة الله سورة الإخلاص (¬4) ، قال شيخنا الإمام الهادي أبو عبد الله محمد بن الهيصم -قدس الله روحه-: وتحاشى بعض الناس عن وصف الله بالنسبة، ظنا بأن النسبة هي اتصال في القرابة، وليس ذلك كذلك، بل النسبة في اللغة تفيد معنى الوصف والإضافة، كقولك: هذا رجل منسوب الى الصلاح، أي: موصوف به مضاف اليه، ولا ينتسب فلان إلى كذا، ونسب فلان إلى كذا، كل ذلك يراد به الوصف والإضافة، ثم الاتصال في باب القرابة من جملة وصف وإضافة، فيسمى بها إلا أنها لا تقتصر عليه (¬1) ، فلا مانع عن وصفه تعالى بالنسبة، فأما الحسب فمحال، إذ هو في باب القرابة (¬2) .

... وفي الحديث: كان يقال لسورتي قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد المقشقشتان، سميتا بذلك لأنهما تبرئان من الشرك والنفاق (¬3) وقد تقدم ذكره.

... ومن ذلك سورة الفلق وسورة الناس، وسميتا بالمعوذتين (¬4) .

الباب الخامس عشر

في ذكر عدد آي القرآن وكلامه وحروفه جملة

ولقد عني صدر هذه الامة بالقرآن عناية أكيدة، حتى عدوا آيه وكلماته وحروفه، وقد وقع لهم في ذلك اختلاف ليس باختلاف على الحقيقة، وإن كان اختلافا في اللفظ، وذلك أن أهل الكوفة عدوا قوله : والقرآن ذي الذكر ) ]ص1[ آية، وعدوا ( قال فالحق والحق أقول ) ]ص84[، وغيرهم يعد تمام الآية ( بل الذين كفروا في عزة وشقاق ) ]ص2]، وقوله: (لأملان جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ) ]ص85[.

مخ ۲۳۲