196

ایضاح دليل

إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل

پوهندوی

وهبي سليمان غاوجي الألباني

خپرندوی

دار السلام للطباعة والنشر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

د خپرونکي ځای

مصر

لَا من المرئي أَي رَأَيْته وَأَنا فِي أحسن صُورَة وَيكون المُرَاد إِمَّا نفس صورته لِأَن الله تَعَالَى زين خلقه وجمل صورته وحسنها لمزيد كرامته وَإِمَّا لما أَفَاضَ عَلَيْهَا من لطائفه ونعمه والإقبال عَلَيْهِ وَرضَاهُ ومزيد كرامته الثَّالِث لَو سلم أَن الْحَال من المرئي وَهُوَ إِمَّا فِي الْمَنَام كَمَا تقدم لِأَن الرُّؤْيَا نوع من الْوَهم والخيال وَذَلِكَ لَا يَنْفَكّ عَن صُورَة مخيلة وَلذَلِك ذكره المعبرون فِي تصانيفهم وَإِمَّا فِي الْيَقَظَة فَيكون المُرَاد فِي أحسن حَاله مِنْهُ فِي أَو معي من الإقبال وَالرِّضَا واللطف فِي الْبر والإنعام لِأَن ذَلِك يعبر عَنهُ بالصورة وَأما وضع الْيَد بَين الْكَتِفَيْنِ فاستعارة لمحمود التَّقْرِيب والإهتمام والاعتناء وَأَرَادَ بِالْيَدِ الْمِنَّة كَمَا يُقَال لفُلَان عِنْدِي يَد بَيْضَاء كَمَا تقدم مُسْتَوفى فِي الْآيَة والْحَدِيث وَأما الْكَتِفَيْنِ فَالْمُرَاد لَو صَحَّ وَالله أعلم تَحْقِيق إِيصَال لطفه وكرامته إِلَى قلبه وَرُوِيَ كنفى بالنُّون أَي مَا كنت فِيهِ من ظلّ نعمه عَليّ وَأما الْبرد الْمَذْكُور فَالْمُرَاد بِهِ النِّعْمَة على الْقلب وروحها كَمَا يُقَال عَيْش بَارِد أَي طيب ذُو رفاهية وغنيمة بَارِدَة أَي خَالِيَة من نكد الْقِتَال أَو عبارَة عَن اللطف وَالْإِحْسَان الْمُوَافق للغرض فَإِن الدَّلِيل على منع الْجَارِحَة قَاطع وكل عَاقل يقطع أَن الْبرد عرض لَا تلِيق نسبته إِلَى الْبَارِي تَعَالَى وتقدس الحَدِيث الثَّالِث يرْوى عَن أم الطُّفَيْل أَن النَّبِي ﷺ رأى ربه فِي أحسن صُورَة شَابًّا موقرا رجلا فِي خضرَة عَلَيْهِ نَعْلَانِ من ذهب وعَلى وَجهه فرَاش من ذهب

1 / 205