كأن هزيز الريح بين فروجه = أحاديث جن زرن جنا بجيهما يعني بالفروج مابين قوائمه، وقال آخرون: لا ينقض الوضوء إلا الأحليل والدبر([90])، ويدل على هذا ما روي عن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: من مس الفرج الأسفل والأعلى فليتوضأ، وما روي عن ضمام ابن السائب قال: بلغني عن ابن عباس رضي الله عنهما يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس على من مس عجم الذنب وضوء، ولا على من مس موضع الاستحداد وضوء ). وقال آخرون: مس القضيب كله([91]) ينقض الوضوء، وأما الدبر والأنثيان ومواضع الشعر فليس ينقض الوضوء، ويدل على هذا القول ما روي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ ). فقيد عليه الصلاة والسلام المس بالذكر والله أعلم. واختلفوا فيمن مس فرجه ناسيا، قال بعضهم: لا نقض عليه لأن الناسي معفو عنه بالشرع، وقال آخرون: عليه النقض على العمد والنسيان وهو الذي يوجبه النظر عندي لأن ما ينقض الوضوء لا يراعى فيه العمد والنسيان([92]) كخروج الريح والبول والغائط، وإنما يراعى النسيان والعمد فيما يلزم فاعله الإثم، ومس الفروج ليس من باب الإثم والله أعلم. واختلفوا في مس الفروج بغير اليد، قال بعضهم: ينقض الوضوء، ويدل على هذا القول ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من مس ذكره فليتوضأ([93]) ). واللمس معنى في ظاهر الجلد يقع به للامس معرفة الشيء الملموس، وقال آخرون: لا ينقض الوضوء إلا اللمس باليد لأن ظاهر اللمس في اللغة إنما يكون باليد، ولما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أيما رجل أفضى بيده([94]) إلى ذكره انتقض وضوءه ).
مخ ۱۴۸