اعترافات فتى العصر

فیلکس فارس d. 1358 AH
148

اعترافات فتى العصر

اعترافات فتى العصر

ژانرونه

لماذا لم تعلن ألمك إذا كنت تتألم؟ وإذا كنت تحب فلماذا أضمرت حبك؟

إنك الآن كحاشد الأموال يموت على أكوام كنوزه. لقد أقفلت بابك على نفسك أيها الحريص، وها أنت ذا وراء المزالج المحكمة تهزها عبثا لأنها لن تعنو لسلطانك؛ فهي منيعة ومن صنع يديك.

أيها الضال، إنك نسيت ربك عندما اشتهيت وبلغت مشتهاك، فلعبت بسعادتك كما يلعب الأطفال بالدمى، وما خطر لك أن ما تقلبه يداك سريع العطب، وليس لك أن تظفر بمثله عندما تشاء. لقد احتقرت مأملك، وأهملت التمتع به وأنت تتلهى بالابتسام، ولا يخطر لك أن هنالك ملاكا صالحا يسهر عليك، ولا ينقطع عن الصلاة ليحتفظ لك بهذا الشبح الذي لا يلوح حتى يختفي.

أواه؟ لو أن في السماء ملاكا يتولى حراستك، فما هو فاعل يا ترى الآن؟

إنه لا شك جالس إلى معزفه وقد تراخى جناحاه، وامتدت يداه إلى مضارب الأنغام ليتغنى بأنشودة أبدية، أنشودة الحب والسلوان! ولكن أعضاء هذا الملاك ترتعش وقد انطوى جناحاه، وهوى رأسه كالقصبة المنكسرة. لقد مر به ملاك الموت، وما لمس كتفه حتى تبدد وتوارى في الكون الفسيح.

وها أنت ذا باق وحدك على الأرض وأنت في الثانية والعشرين من سني حياتك، بعد أن كان الحب الشريف السامي وقوة شبابك سيوجدان منك كائنا له شأنه في الحياة.

لقد مرت بك أيام طويلة من الملال والأحزان، وساورك التردد، وأثقلت عليك الشبيبة الطائشة، فأوصلتك هذه المحن إلى يوم كان لك أن تتوقع فيه بلوغ الطمأنينة والسلام. لقد كان لك أن تتوقع لحياتك التي وقفتها على كائن امتلك لبك أن تهب عليها نسمة جديدة، فإذا أنت تشهد انهيار كل شيء يحيط بك، وقد انقلبت شهواتك الغامضة إلى أسى صريح. لقد كان قلبك من قبل خاليا، فها هو ذا الآن يصبح مهجورا ...

هذا هو حالك، وأنت لم تزل واقفا عند حيرتك وترددك!

ما الذي تتوقعه وهي قد سئمتك، ولم تعد لحياتك من قيمة عندها، إنها تهجرك فلم لا تهجر أنت نفسك؟ وليبك عليك من أحبوا شبابك. إنهم ليسوا بعديدين.

إن قلبا حكمه الخزي أمام من يهوى لجدير بالصمت إلى الأبد. لقد مررت على قلب بريجيت، فعليك بالمحافظة على ما أبقاه من أثر فيك، فإذا بقيت في الحياة، فلا بد لك من درس آثارها، ولا سبيل لك للمحافظة على أنفاسك المدنسة إلا باستكمال تدنيسها، ولا قبل لك بالحياة إذا أنت لم تشترها بهذا الثمن. لسوف تضطر لتتمكن من احتمال حياتك ألا تكتفي بنسيان الحب، بل عليك أن تتعلم جحوده ونكرانه، كما عليك ألا تنسى ما كان صالحا فيك فحسب، بل عليك أيضا أن تقتل أية جرثومة قد تستنبت الأيام منها صلاحا؛ لأنك إذا بقيت للحب متذكرا؛ فلن تستطيع أن تخطو على الأرض خطوة واحدة، وأن تضحك أو تبكي، وأن تحسن إلى فقير. لن تستطيع الشعور بالحنان لحظة واحدة دون أن تسمع صرخة الدم في قلبك قائلة لك: إنك ما خلقت صالحا إلا لإسعاد بريجيت بكل عاطفة طيبة فيك.

ناپیژندل شوی مخ