اعتقاد خالص
الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد
پوهندوی
الدكتور سعد بن هليل الزويهري
خپرندوی
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
د خپرونکي ځای
قطر
ژانرونه
أو احتياجٍ (١) إلى العرش، مع تنزيهه سبحانه عن الجلوس أو القعود (٢) أو غيرهما من صفات المُحدَثين.
_________
(١) قوله: من غير احتياج، هذا حق، فالله هو الخالق وما سواه مخلوق، وهو الغني غير محتاج لأحد، والكل محتاج إليه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: (فمن قال: إنّه في استوائه على العرش محتاج إلى العرش كاحتياج المحمول إلى حامله فإنّه كافر؛ لأن الله غني عن العالمين، حيٌّ، قيوم، وهو الغني المطلق، وما سواه فقير إليه). مجموع الفتاوى (٢/ ١٨٨).
(٢) ورد لفظ الجلوس والقعود في بعض الآثار، كما ورد عن كثير من السلف، بخلاف ما ذكره المؤلف ﵀ وأشهر ما يعتمد عليه في إثبات هذه المسألة أثر عن جعفر بن أبي طالب ﵁، وآخر عن مجاهد، وتفصيل القول فيهما على النحو الآتي:
أولًا - أثر جعفر بن أبي طالب ﵁: حيث روى سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة تلقاه رسول الله ﷺ، فلما نظر جعفر إلى رسول الله ﷺ حجل (قال سفيان: حجل: مشى على رجل واحدة إعظامًا منه لرسول الله ﷺ)، فقبَّل رسولُ الله ﷺ بين عينيه، وقال له: "أنت أشبه الناس بخلقي وخلقي، وخلقت من الطينة التي خلقت منها، حدثني بعض عجائب الحبشة"، قال: نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله: بينما أنا سائر في بعض طرقاتها، فإذا بعجوز على رأسها مكتل، فأقبل شاب يركض على فرس له، فزاحمها فألقاها بوجهها، وألقى المكتل عن رأسها، فاسترجعت قائمة، وأتبعته النظر وهي تقول له: الويل لك إذا جلس الملك على كرسيه، فاقتص للمظلوم من الظالم، قال جابر: فنظرت إلى رسول الله ﷺ، وإن دموعه على لحيته كالجمان، ثم قال رسول الله ﷺ: "لا قدس الله أمة لا يأخذ المظلوم حقه من الظالم غير مُتَعْتِع" الحديث).
أخرجه عن جابر بمعناه: ابن ماجة في السنن في كتاب الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (٢/ ٣٨٣) رقم (٤٠٥٩) ولكن بلفظ: (سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي .....).
وأخرجه أبو يعلى في المسند (٤/ ٧ - ٨)، والخطيب في تاريخه (٧/ ٣٩٦) مختصرًا من غير ذكر لفظ الجلوس، والذهبي في العلو بلفظ ابن ماجة في المختصر (ص ١٠٦).
وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ٢٩٧ - ٢٩٩) رقم (٨٦٠)، والدارمي =
1 / 111