موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العزيز، وعلى لسان نبيه محمد
خاتم المرسلين صلى الله عليهم وسلم أجمعين , كما جاء بلا تفسير ولا تكييف , لا مدخل للعقل والقياس في ذلك إلا من جهته بمنه وفضله، فهو السميع لجميع المسموعات, والبصير لجميع المبصورات، القادر على جميع المقدورات , العالم بجميع المعلومات. (¬1)
(2) المسألة الثانية:
تناول فيها المؤلف رحمة الله عليه , إثبات الصفات لله عز وجل، وتناولها فى موضعين , هذا هو الموضع الأول: فيثبت لله تبارك وتعالي الصفات التي وردت في كتابه، وعلى لسان نبيه صلي الله عليه وسلم , بلا تفسير , ولا تكييف , ولا مدخل للعقل في ذلك. ويقصد بالتفسير (التأويل) لهذه الصفات , وهو مجمل اعتقاد أهل السنة في ذلك , كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه في العقيدة الواسطية: " ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (¬2) ".
أما الموضع الثانى الذي تناول فيه المصنف هذه القضية , فقد تناول فيه آيات الصفات وأحاديثها، وأنها تمر كما جاءت , دالة على معانيها اللائقة بجلال الله , من غير تأويل ولا تكييف , وهذا هو الوارد عن السلف في آيات الصفات أنهم قالوا: أمروها كما جاءت , دالة على معانيها. فتفويض السلف هنا , هو تفويض كيف لا معنى. أعني: أن السلف يثبتون لله الأسماء والصفات دالة على المعنى العربي المخاطب به العربي الصحيح العاقل لمعاني الكلام مع التصريح بوجود الكيف، مع جهلنا به كما ورد عن أم سلمة (¬3) رضي الله عنها، والإمام مالك رحمه الله، لما سئلا عن صفة الاستواء فقالا:
الاستواء معلوم , والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة.
مخ ۶