* (٩) خلافه مع السيوطي:
مهما كان يظل العالِم بشرًا يعتريه ما يعتري الإنسان من الخطأ وحظ النفس، ويتضح ذلك في ردود بعضهم على بعض.
قال الذهبي: "كلام الأقران بعضهم في بعض لا يُعْبَأُ به، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد، ما ينجو منه إلا من عصم الله، وما علمت أنَّ عصرًا من الأعصار سَلِمَ أَهْلُه من ذلك سوى الأنبياء والصدِّيقين" (^١).
ولقد كان للسخاوي صولات وجولات علمية مع معاصريه خاصة السيوطي (ت ٩١١ هـ) تميزت بشيء من الحدَّة (^٢) ولست بصدد البحث في هذا الموضوع، لكن أعدل الأقوال فيما بينهما ما قاله عبد الوهاب عبد اللطيف (^٣):
"والحق أن السيوطي صاحب فنون وإمام في كثير منها، وهو أحفظ للمتون من السخاوي، وأبصر باستنباط الأحكام الشرعية، وله الباع الطويل في العربية، والتفسير بالمأثور … وقد وقع في بعض مؤلفاته الحديثية بعض التسامح والتناقض (^٤) … وأما السخاوي فهو في علم الحديث وعلوم الإسناد وما يتعلق بالرجال والعلل