180

قال ابن الأثير : لما توفي أحمد بن طولون كان إسحق بن كنداجيق على الموصل والجزيرة ، فطمع هو وابن أبي الساج في الشام واستصغر أولاد أحمد وكاتبا الموفق بالله في ذلك واستمداه فأمرهما بقصد البلاد ووعدهما إنفاذ الجيوش ، فجمعا وقصدا ما يجاورهما من البلاد فاستوليا عليه وأعانهما النائب بدمشق لأحمد بن طولون فوعدهما الانحياز إليهما ، فتراجع من بالشام من نواب أحمد بأنطاكية وحلب وحمص وعصى متولي دمشق واستولى إسحق على ذلك.

* ولاية إسحق بن كنداجيق ثم محمد بن ديوداد ابن أبي الساج سنة 271 من طرف الموفق

قال في زبدة الحلب : لما استولى إسحق على هذه الديار ولاه الموفق حلب وأعمالها ، ثم وليها محمد بن ديوداد بن أبي الساج سنة إحدى وسبعين ومائتين.

قال ابن الأثير : ولما بلغ الخبر إلى أبي الجيش خمارويه بن أحمد سير الجيوش إلى الشام فملكوا دمشق وهرب النائب الذي كان بها وسار عسكر خمارويه من دمشق إلى شيزر لقتال إسحق بن كنداجيق وابن أبي الساج فطاولهم إسحق ينتظر المدد من العراق ، وهجم الشتاء على الطائفتين وأضر بأصحاب ابن طولون فتفرقوا في المنازل بشيزر ، ووصل العسكر العراقي إلى كنداجيق وعليهم أبو العباس أحمد بن الموفق وهو المعتضد بالله ، فلما وصل سار مجدا إلى عسكر خمارويه بشيزر فلم يشعروا حتى كبسهم في المنازل ووضع السيف فيهم فقتل منهم مقتلة عظيمة ، وسار من سلم إلى دمشق على أقبح صورة ، فسار أبو العباس أحمد بن الموفق إليهم فجلوا عن دمشق إلى الرملة وملك هو دمشق ودخلها في شعبان سنة إحدى وسبعين ومائتين وأقام عسكر ابن طولون بالرملة فأرسلوا إلى خمارويه يعرفونه الحال فخرج من مصر في عساكره قاصدا الشام.

* ذكر وقعة الطواحين بين أبي العباس المعتضد وبين خمارويه

قال ابن الأثير : وفي هذه السنة كانت وقعة الطواحين بين أبي العباس المعتضد وبين خمارويه بن أحمد بن طولون ، وسبب ذلك أن المعتضد سار من دمشق بعد أن ملكها نحو

مخ ۲۰۲