موانع وولاية تحيط بها بين حلب وأنطاكية وقصبتها أنطاكية كان قد بناها قوم واعتصموا بها من الأعداء وأكثرها في الجبال ، فسميت بذلك ، وربما دخل في هذا ثغور المصيصة وطرسوس وتلك النواحي ، وزعم بعضهم أن حلب ليست منها وبعضهم يزعم أنها منها ، ودليل من قال إنها ليست منها أنهم اتفقوا على أنها من أعمال قنسرين وهم يقولون قنسرين والعواصم والشيء لا يعطف على نفسه وهو دليل حسن والله أعلم.
وقال أحمد بن محمد بن جابر : لم تزل قنسرين وكورها مضمومة إلى حمص حتى كان زمان يزيد بن معاوية فجعل قنسرين وأنطاكية ومنبج وذواتها جندا ، فلما استخلف الرشيد أفرد قنسرين بكورها فصيره جندا ، وأفرد منبج ودلوك ورعبان وقورس وأنطاكية وتيزين وما بين ذلك من الحصون فسماها العواصم ، لأن المسلمين كانوا يعتصمون بها فتعصمهم وتمنعهم من العدو إذا انصرفوا من غزوهم وخرجوا من الثغر ، وجعل مدينة العواصم منبج وأسكنها عبد الملك بن صالح بن عبد الله بن عباس في سنة 173 فبني فيها أبنية مشهورة ، وذكرها المتنبي في مدح سيف الدولة :
لقد أوحشت أرض الشام طرا
سلبت ربوعها ثوب البهاء
ولم أقف على من ولي أمر هذه البلاد سنة 169 وسنة 170 من طرف الرشيد حينما كان واليا عاما على هذه البلاد قبل أن يلي الخلافة ومن وليها سنة 171 بعد أن وليها ، ويغلب على الظن أنها ظلت على علي بن سليمان.
* سنة 172
قال ابن جرير : غزا الصائفة فيها إسحق بن سليمان بن علي.
* ولاية عبد الملك بن صالح بن علي من سنة 173 إلى 175
تقدم النقل عن ياقوت في معجم البلدان أنه ولي العواصم من قبل الرشيد عبد
مخ ۱۴۹