الاِعلام بمن في تاريخ الهِند من الاعلام
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى ب (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)
د ایډیشن شمېره
الأولى،١٤٢٠ هـ
د چاپ کال
١٩٩٩م
ژانرونه
ژوندليکونه او طبقات
خسرو خان لقتالهما أخاه خان خانان
فهزماه شر هزيمة، فرجع إلى أخيه وقتل أصحابه، ونفدت خزائنه وأمواله وقصد تغلق
حضرة دهلي، وخرج إليه خسرو خان في عساكره ووقع اللقاء بينه وبين تغلق، وقاتل
الوثنيون أشد قتال وانهزمت عساكر تغلق، وانفرد في أصحابه الأقدمين وكانوا ثلاثمائة يعتمد
عليهم في القتال، فقال لهم: إلى أين الفرار؟ فما اشتغلت عساكر خسرو خان بالنهب
وتفرقوا عنه قصد تغلق وأصحابه موقفه، وحمى القتال بينهم وبين الوثنيين، ولم يبق مع
خسرو خان أحد فهرب ثم قبض عليه وقتل، واستقام الملك لتغلق أربعة أعوام.
وكان عادلًا فاضلًا، كريمًا حليمًا، متورعًا، حسن الأخلاق، راجح العقل، متين الدين، كان
يلازم الصلوات الخمس بالجماعة، ويجلس للناس في الديوان العام من الصباح إلى المساء،
ويتفقد بنفسه أحوال الناس، ويشتغل بما يهمه من الأمور بنفسه، ويكرم العلماء والمشايخ،
ويعظمهم تعظيمًا بالغًا، بعث ولده جونه بعساكره إلى ورنكل ليفتح بلاد تلنكك، وتجهز
بنفسه لقتال غياث الدين ملك بنكاله الذي قتل أخاه قتلو خان وسائر إخوته وفر شهاب
الدين وناصر الدين منهم إلى تغلق، فجد السير إلى بنكاله وتغلب عليها وأسر سلطانها
وقدم به أسيرًا إلى دهلي، فلما عاد من سفره وقرب من حضرته أمر ولده أن يبني له قصرًا
على واد هناك، فبناه في ثلاثة أيام وجعل أكثر بنائه بالخشب مرتفعًا على الأرض قائمًا على
سواري خشب، وأحكمه بهندسة تولي النظر فيها أحمد بن أياز الدهلوي وكان صاحب
شحنة، القصور الملكية واخترعوا فيه أنه متى وطئت الفيلة جهة منه وقع ذلك القصر
وسقط، ونزل السلطان بالقصر، واستأذنه ولده أن يعرض الفيلة بين يديه، فأذن له فأتى
بالأفيال من جهة واحدة حسب ما دبروه، فلما وطئتها سقط القصر على السلطان، وأمر
ابنه أن يؤتى بالفؤوس والمساحي للحفر عنه، فلم يؤت بها إلا وقد غربت الشمس، فحفروا،
وزعم بعضهم أنهم أخرجوه ميتًا، وبعضهم أنهم أجهزوا عليه حيًا، فجهز ليلًا إلى مقبرته
فدفن بها.
ومن مآثره الجميلة تغلق آباد بلدة كبيرة بناها خارج دهلي القديمة.
وكانت وفاته في ربيع الأول سنة خمس وعشرين وسبعمائة.
غياث الدين ملك بنكاله
الملك المؤيد غياث الدين بن سكندر بن شمس الدين السلطان المشهور قام بالملك بعد
والده سنة سبع وستين وسبعمائة باكداله، كانت بلدة عامرة بأرض بنكاله في سالف
الزمان.
وكان من خيار السلاطين متصفًا بالفضل والكمال، قرأ العلم على الشيخ حميد الدين أحمد
الحسيني الناكوري، وقرب إليه العلماء والمشايخ، وأحسن إلى الناس وغمرهم بإحسانه
وأرسل إلى الحرمين الشريفين صدقة كبيرة مع خادمه ياقوت الغياثي ليتصدق بها على أهل
الحرمين ويبني له بمكة مدرسة ورباطًا ويقف على ذلك عقارًا يصرف ريعه على أعمال الخير
كالتدريس ونحوه، وكان ذلك بإشارة وزيره خان جهان، فوصل ياقوت المذكور بأوراق
سلطانية إلى السيد حسن بن عجلان شريف مكة يومئذ مع هدايا جميلة إليه فقبلها وأمره
ان يفعل ما أمره السلطان، وأخذ ثلث الصدقة على معتاده ومعتاد آبائه، ووزع الباقي على
الفقهاء والفقراء بالحرمين الشريفين، فعممتهم وتضاعف الدعاء له بالخير والدال عليه،
واشترى ياقوت الغياثي لبناء المدرسة والرباط دارين متلاصقتين على باب أم هانئ،
هدمهما وبناهما في عامه رباطًا ومدرسة، واشترى أصيلتين وأربع وجبات ماء في الركاني،
وجعلها وقفًا على المدرسة، وجعل لها أربعة مدرسين من أهل المذاهب الأربعة وستين
طالبًا ووقف عليهم ما ذكرناه، واشترى دارًا مقابلة للمدرسة المذكورة بخمسمائة مثقال
ذهبًا وقفها على مصالح الرباط، وأخذ منه السيد حسن شريف مكة في الدارين اللتين
بناهما رباطًا ومدرسة والأصيلتين والأربع الوجبات من قرار عين الركاني اثني عشر ألف
مثقال ذهبًا، وأخذ منه مبلغًا لا يعلم قدره كان جهزه معه السلطان لاصلاح عين عرفة،
فذكر السيد حسن أنه يصرفه على إصلاحها، ويقال إن قدره ثلاثون ألف مثقال ذهبًا، ثم
إن السيد حسن عين أحد قواده لتفقد عين بازان وإصلاحها وإصلاح البركتين بالمعلاة
وكانتا معطلتين، فأصلحهما إلى أن جرت عين
2 / 184