والرضوان)، ثم بعد الفراغ طلبوا منا شيئا يمكن كتابته ؛ فكتب لهم كتابا يتضمن التاريخ ، وهو : والحمد لله الذى عمرا الكعبة الشريفة بالشريعة المحمدية ، فغدت وهى البيت المعمور حسا ومعنى.
وشيد قواعد ملك من جدد سقفها تشيد : ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ، ربنا تقبل منا ) (1)، وأصلح الوجود بوجود من وجد فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه (2) وخصه بكنز : ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ) (3)، فكان له بذلك عظمة وكرامة ، وإنا له الحظ الأوفر من ملك سميه نبى الله سيدنا سليمان ، بن السلطان سليم خان الخالد عزه من ملوك بنى عثمان خادم الحرمين الشريفين الخافقة ألوية نصره ورايات ظفره فى الخافقين.
فلقد جدد سقف الكعبة المعظمة ، حفظ الله دولتها حفظ البيت المعمور والسقف المرفوع وأصلح أرضها المقدسة ، وجدارها ، المتخذة قبلة للسجود والركوع ، وغرد خير تاريخ تجديد عمارته على غصون حساب الجد ، فكان مجدد سطح بيت الله مالك الدولة السلطان سليم ملكه الله دول الأرض السلطانية ومن عليها ، وجعل باب سعادته قبلة تسجد جباة المطالب إليها.
ثم لما فرغ من تجديد سطح البيت الشريف ، وما يتعلق به شرع فى تسوية فرش المطاف الشريف ، فإن أحجاره انفصلت ، وصار بين كل حجر حفر ، وكانت تلك الحفر تسد تارة بالنورة وتدلك ، وتارة بالرصاص وتسمر بمسامير الحديد ، فأزال ما بين الأحجار من الحفر وتحت طرف الحجر إلى أن ألصقه بطرف الحجر الآخر من جوانبه الأربع.
واستمر فى فرش المطاف الشريف على هذا الأسلوب إلى أن فرغ من ذلك ، وأصلح أبواب المسجد الشريف بالفضة وفرش المسجد جميعه بالجص ،
مخ ۹۳