ولا نتحاسد ولا نتباغى ، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ونعظمك ولا نعصيك (1).
فقال الله تعالى : ( إني أعلم ما لا تعلمون ) (2).
قال : فظنت الملائكة أن ما قالوا رد على ربهم ، وأنه قد غضب من قولهم ، فلاذوا بالعرش ، ورفعوا رؤوسهم يتضرعون ويبكون ؛ إشفاقا من غضبه ، فطافوا بالعرش ثلاث ساعات ، فنظر الله تعالى إليهم ، ونزلت الرحمة عليهم ، ووضع الله سبحانه وتعالى تحت العرش بيتا ؛ وهو البيت المعمور على أربع أساطين من زبرجد يغشاهن ياقوتة حمراء.
وقال للملائكة : طوفوا بهذا البيت ، وصار أهون عليهم من العرش.
ثم إن الله تبارك تعالى بعث ملائكة ، وقال لهم : ابنوا لى بيتا فى الأرض بمثاله وقدره ، وأمر الله تعالى من الأرض من خلقه أن يطوفوا بهذا البيت كما طاف أهل السماوات بالبيت المعمور ، فقال الرجل : صدقت يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هكذا كان». انتهى.
قلت : هذا الحديث الشريف يدل على أن بناء الملائكة عليهم السلام للكعبة الشريفة كان قبل خلق الأرض ، ولنا أحاديث دالة على أن الكعبة خلقت قبل الأرض بأربعين سنة فى رواية ، وبألفى عام فى رواية.
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهى المكى فى أوائل «تاريخ مكة» : «حدثنى عبد الله بن سلمة الواقدى ، قال : حدثنا ابن جريج ، عن بشر بن عاصم الثقفى ، عن سعيد بن المسيب ، قال : حدثنا على بن أبى طالب رضياللهعنه : خلق الله تعالى البيت قبل الأرض والسماوات بأربعين سنة ، وكان غثاء على الماء».
وقال الفاكهى : «وحدثنى عبد الله بن أبى سلمة ، قال : حدثنا النضر بن شميل ، قال : حدثنا بن معد ، عن سعيد ، ونافع مولى الزبير ، عن
مخ ۵۷