206

اعلام ته اعلام

كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام‏ - الجزء1

ژانرونه

ويصرف ربعها على أهل الخبر كالتدريس ونحوه ، وكان ذلك بإيثار وزيره خان جهان فوصل ياقوت المذكور بأوراق سلطانية إلى مولانا السيد حسن بن عجلان شريف مكة يومئذ جد أشرافنا الآن جهل الله بوجودهم الزمان.

وكان وصول ياقوت العنانى إلى مولانا السيد الشريف حسن بن عجلان ( رحمه الله تعالى) مع هدايا جليلة إليه وقبلها ، وأمره أن يفعل ما أمر به السلطان غياث الدين ، لكنه أخذ ثلث الصدقة على معتاده ومعتاد آبائه ، ووزع الباقى على الفقهاء والفقراء بالحرمين الشريفين فعمهم وتضاعف الدعاء له على الخير والدال عليه ، واشترى ياقوت العنانى لعمارة المدرسة والرباط دارين متلاصقيني على باب أمهانى هدمهما وبناهما فى عامة رباطا ومدرسة ، واشترى أصيلين وأربع رحبات وجعلهما وقفا على مدرسته ، وجعل لها أربع مدرسين من أهل المذاهب الأربعة ، طالبا ، ووقف عليهم ما ذكرنا ، واشترى دار مقابلة للمدرسة المذكورة بخمسمائة مثقالا ذهبا وقفها على مصالح الرباط ، وأخذ منه مولانا السيد حسن بن عجلان فى الدارين اللتين بناهما رباطا ومدرسة ، والأصلين والأربع الرحبات فى مرادة عين الدكانى اثنى عشر ألف مثقال ذهب ، وأخذ منه قدر لا يعلم قدره كان جهزه مع سلطانه لتعمير عين عرفة.

فذكر مولانا السلطان حسن أنه يصرف على عمارته ويقال : إن قدره ثلاثون ألف مثقال ذهب ، ولما قتل الناصر فرج بن برقوق على الوجه الذى تقدم شرحه ما قدم أحد من أمراء الجراكسة على التلبيس بالسلطنة ، فولى المستعين بالله العباسى وكان القائم بتدبير المملكة شيخ المحمودى ثم خلع المستعين بالله وتسلطن مكانه وتلقب ب «الملك المؤيد شيخ» فى مستهل شعبان سنة 851 ه ، وهو رابع من ملوك الجراكسة ، وكان أصله من مماليك الظاهر برقوق ، واشتراه من تاجر يسمى محمود الهروى ، وكان يحب العلماء والفضلاء ، ويسجل قدرهم.

وفى أيامه وقع الغلاء العظيم بمكة بحيث يبعث الغرارة الحنطة ، وهى جمل معتدل بعشرين دينارا ذهبا ، وكان عاما فى جميع المأكولات وكان ذلك فى سنة 801 ه.

مخ ۲۲۳