اعلام ته اعلام
كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام - الجزء1
ژانرونه
عن طاعته إلا أهل مصر والشام ، فإنهم بايعوا ليزيد ، فلما هلك أطاع أهلها عبد الله بن الزبير ، ثم خرج مروان ابن الحكم فتغلب على مصر والشام ، إلى أن ولى عبد الملك ؛ فجهز جيشا كثيفا على ابن الزبير ، وأمر عليهم الحجاج بن يوسف الثقفى ، فخاصره ، ورمى بالمنزنيق ، وخذل ابن الزبير وأصحابه ، فخرج ابن الزبير ، وقاتل قتالا عظيما ، إلى أن استشهد رضياللهعنه فى سنة 73 من الهجرة ، وأنشد فيه النابغة الجعدى :
حكيت لنا الصديق لما وليتنا
وعثمان والفاروق فاختار معدم
وكان لما حاصره الحصين بن نمير فى عسكر جهزه يزيد عليه التجأ بالمسجد الحرام ، فنصب عليه المناجيق ، وأصاب بعض حجارته الكعبة الشريفة ؛ فتهدم بعض جدارها ، واحترق بعض أخشابها وكسوتها.
وانهزم الحصين بعسكره ؛ لهلاك يزيد وبلوغ خبر نعيه ، فرأى عبد الله بن الزبير أن يهدم الكعبة ويحكم بناءها ، ويبنيها على قواعد إبراهيم عليه السلام ؛ لما سمع من حديث عائشة رضياللهعنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا عائشة ، لولا أن قومك حديثو عهد بشرك ، لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض ، وجعلت لها بابا شرقيا وبابا غربيا ، وزدت فيها ستة أذرع من الحجر ، فإن قريشا استقصرتها حين بنت الكعبة ، فإن بدا لقومك أن يبنوه من بعدى فهلمى ، لأريك ما تركوه فأراها قريبا من سبعة أذرع» أخرجهما الشيخان فى صحيحيهما.
وفى رواية عن مسلم ، ك عن عطاء ، قال : قال ابن الزبير : سمعت عائشة رضياللهعنها تقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لو لا أن الناس حديث عهدهم بكفر ، وليس عندى من النفقة ما يقوى على بنائه ، لكنت أدخلت من الحجر خمسة أذرع». انتهى.
واستشار عبد الله بن الزبير من بقى من الصحابة رضياللهعنهم فى ذلك ، فكان منهم من أبى ، ومنهم من وافق على ذلك.
مخ ۱۱۷