أعلام مالقة
تأليف
أبي عبد الله بن عسكر وأبي بكر بن خميس
تقديم وتخريج وتعليق
الدكتور عبد الله المرابط الترغي
ناپیژندل شوی مخ
المقدمة
كتاب أعلام مالقة التقديم والدراسة
1 / 5
بسم الله الرّحمن الرّحيم
وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
هذا كتاب نفيس طالما تشوق إليه الباحثون في التراث العربي. فهو يتعلق بتراجم أعلام حاضرة أندلسية، هي مالقة، كان لها دور مهم في بناء الحضارة والثقافة في دولة الإسلام بالأندلس. وهو بموضوعه هذا يمثل أحد كتب التراجم البلدانية الأندلسية التي نجت من التلف رغم عوادي الزمان وأحداث الضياع التي أصابت التراث العربي في هذا القطر.
فهو بتراجم رجاله يكشف عما كانت تعرفه حاضرة مالقة من علم ونشاط في ممارسته تحصيلا وتدريسا وتأليفا. وهو بما يحتفظ به من حديث عن هؤلاء الرجال وآدابهم وسلوكهم وتصوراتهم ومواقفهم يقرب لنا بيئة الأندلس في حواضرها ومجالس علمائها وما كان يجري في ساحات الدرس بين طلبتها وأساتذتها.
فهو يسد ثغرة كبيرة في تاريخ وأدب هذا الأندلس في التراث العربي، فيختص بما أنتجه رجال مالقة من علم وأدب وما ساهموا به من جهتهم في تجلية الصورة الثقافية العامة والخاصة في الأندلس. ولم يكن غيره ليسد ذلك طالما أنه ينفرد بالعديد من هذه التراجم والعديد من نصوص الأدب التي ارتبطت بأصحاب هذه التراجم شعرا ونثرا.
ورغم الضرورة التي كانت تلح وبشدة على نشر هذا الكتاب والعمل على تحقيقه وتيسير الاستفادة منه، فقد كانت هناك موانع متعددة تحول دون ذلك.
فالكتاب في أصله يوجد في نسخة خطية وحيدة. ومن سوء الحظ أن ناسخ هذا الأصل الفريد لم يكن ممن يتقن عمل النسخ، فوقع في النص التحريف والتصحيف وداخله الإسقاط والزيادة والتغيير. وهي الموانع التي ظلت تحول دون
1 / 7
تعميم الاستفادة من هذا النص والعمل على تحقيقه ونشره. ولطالما أوقفت هذه الموانع المحاولات الكثيرة التي قام بها العديد من الأساتذة في المغرب وغيره لتحقيق هذا النص وتخريجه.
إلا أن إرادة الله في إخراج هذا النص وإحيائه وتيسير سبل نشره والاستفادة منه، قد آذنت فيه بالعمل لهذا العبد الضعيف ليقتحم مغالقه، وقربت إليه من الأسباب الإلهية والعلية ليتجاوز موانعه، وهيأت له من فضل الله كل الظروف من وقت وعلم وصحة لتكبر بجانبها آمال النجاح في بعث هذا الكتاب وإجراء قراءته.
لذلك كان الإقدام على تحقيق هذا الكتاب وإخراجه بالصورة التي يعم بها النفع يحمل الإذن من الله تعالى في تجاوز تلك الموانع والتغلب عليها بالصبر والمتابعة واستيفاء النظر والتأمل والإخلاص في العمل وخلق فرص نجاحه.
فتجاوز ما كان يعرف بالنسخة الوحيدة من هذا النص وما طرأ عليها من أعمال الناسخ بالتصحيف والتحريف والإسقاط والزيادة وغيرها مما كان يبدو في أول الأمر مستحيلا، قد بات بفضل الله أمرا ممكنا، مع تتابع العمل والإصرار على ملاحقته:
بالتأمل الطويل أولا. فقد مرت عليّ أيام وأنا أراود في هذا النص بيتا شعريا أو جملة نثرية استعصت صياغتهما الواردة في الأصل أن تستقيم. فأقلب احتمالاتهما وأستوفي ما يحضر فيهما من لغة وصرف وتركيب وبلاغة.
وبالاستفادة ثانيا من المصادر والمراجع والعودة إليها مرات متعددة لما يمكن أن تحمله من حل لغز الخفاء في النص أو ترجح الصواب في صيغة من صيغه.
وقد استقام النص في النهاية بفضل الله، والله يؤتي الفضل من يشاء، ليغيب عنه البياض، وينجاب عنه ظلام التحريف والتصحيف والإسقاط والزيادة، فيصبح في وضع ينفع فيه الناس وتستجيب مواده للقراءة والاستفادة.
وما كان ليتم هذا التحقيق وبهذه الصورة لولا مجهود الذين سبقوا بالعمل فيه.
فأعمال الفقيه سيدي محمد بوخبزة، والأستاذ المنوني والأستاذ المرحوم بنتاويت التطواني، كانت خطوات مرحلية لا بد منها لتجاوز ما تسلط على هذا النص من موانع الإرجاف والتهويل والتخويف. فلهم الفضل في اقتحام موانع هذا النص ورسم معالم الطريق نحو إحيائه بالتخريج والتحقيق. وإنه بإحياء هذا الكتاب وتهيئه للقراءة
1 / 8
السليمة المفيدة نكون قد أضفنا جديدا إلى الثقافة العربية والإسلامية، وذلك بالكشف عن نص نادر فيه من الأدب والتاريخ ما لا نجده في مصدر آخر، وكذلك بإزاحة الأستار عن ملامح الأسلوب الثقافي والحضاري الذي صاغ به الإسلام بيئة الإنسان في الأندلس وطبعها به.
وأخيرا أرجو من الله التوفيق والسداد، وحسبي الله ونعم الوكيل.
طنجة ٣٠ رمضان ١٤١٤ موافق ١٣ مارس ١٩٩٤
الدكتور عبد الله المرابط الترغي
1 / 9
التقديم
أولا: كتابة الترجمة وأصنافها:
يعرف التراث العربي فائضا كبيرا في أعمال تراجم الرجال شمل أصناف المترجم بهم من العلماء والمحدثين والمفسرين والأدباء والشعراء واللغويين والنحاة والمتصوفة والأطباء وغيرهم، كما شملت هذه الأصناف أكبر التآليف في العربية حجما، وأوسعها مادة وأكثرها ذيولا وتكملة.
ومفهوم الترجمة مما يجري في هذه المصنفات والتآليف يقوم في عمومه على تهيئة ظروف التعرف على المترجم به وإزالة حجب المجهول التي تكتنفه، وذلك إما بعرض تاريخي الميلاد والوفاة ومحلهما وذكر الطبقة التي ينتمي إليها الرجل زمانا ومكانا وعلما وخطّة وإما بذكر أخباره وأحواله ورحلاته وأشياخه وتلامذته ونشاطه في التدريس والتأليف والإنتاج الأدبي وممارسة الخطط وغيرها.
ويبقى مجال التعرف على الرجل في كل هذا عملا نسبيا حسب ما يتيسر للمؤلف من مواد تزيل حجب هذا المجهول، أو مصادر معتمدة تقدم ما يتعرف به عليه، أو يعمل على تقريبه إلى القارئ.
وتبقى هذه التراجم أصنافا متعددة حسب الطبيعة التي تبنى عليها الترجمة والجهة التي تسخر لها. فهناك من هذه الأصناف (١):
١ - صنف الترجمة العلمية العامة: وهي الترجمة التي تستهدف أساسا التعريف بالرجل في إطار انتمائه إلى صنف العلماء أو طبقة من طبقات الممارسين للعلم.
_________
(١) راجع عن هذه الأصناف والتعريف بها: مقال ابن الخطيب في كتابة الترجمة / لكاتب هذا التقديم / نشر ضمن أعمال ندوة ابن الخطيب / مجلة كلية الآداب بتطوان / عدد: ٢.
1 / 11
وميزتها أن المؤلف يستقي موادها من الوثائق والمصادر التي تتيسر بين يديه. ويمثلها عموما نص الترجمة الوارد في كتب تواريخ الرجال والطبقات وكتب الوفيات.
٢ - صنف الترجمة البرنامجية: وهي الترجمة التي يصوغها الرجل لأشياخه خاصة، فيستقي موادها من مواقفه الخاصة ومن معايشته للمترجم به ومشاهداته له في العموم.
وتمثل هذه الترجمة بشكل عام نصوص الترجمات الواردة في كتب الفهارس والأثبات والبرامج والمشيخات ومعاجم الشيوخ.
٣ - صنف الترجمة البلدانية: وهي الترجمة التي يصوغها المؤلف لأجل التعريف بالرجل باعتبار شرط انتمائه إلى البلد الذي قامت عليه تراجم الكتاب، أو لمجرد إقامته أو مروره به فقط. وتبنى الترجمة هنا على طريقة الترجمة العلمية العامة، غير أنه يراعى في ذلك شرط الانتماء إلى البلد المعني بالأمر، بذكره والتنصيص عليه. ويمثل هذا الصنف من التراجم كتب تاريخ بغداد وذيوله وتواريخ مدينة دمشق، وحلب، والقاهرة، وغرناطة، وفاس وغيرها من بقية التواريخ البلدانية الخاصة بتراجم رجالها والطارئين عليها.
٤ - صنف الترجمة الأدبية: وهي الترجمة التي يبنيها المؤلف بقصد تهيئة الظروف لعرض ما أنتجه المترجم به من نماذج أدبية. ولا يستهدف منها تقديم معلومات حول المترجم به أو عرض أحواله أو ذكر وفاة وغيرها. وغالبا ما تصاغ هذه الترجمة بطريقة أدبية يتأنق الكاتب في لغتها بالأسجاع والمحسنات ليجعلها مدخلا لعرض أعمال الأدب. من هذه الترجمات ما ضمه كتاب قلائد العقيان للفتح بن خاقان، وما ضمه كتاب ريحانة الألباء للشهاب الخفاجي، وغيرهما.
٥ - صنف الترجمة الصوفية: وهو يمثل الترجمة التي يصوغها المؤلف بقصد تقريب المترجم به وهو في إطار انتمائه إلى رجال التصوف أو ممارسته له. فتركز موادها على ذكر الكرامات والمناقب وتعرض سلوك المتصوف وعبادته ومواقفه وأقواله ومعاملته للشيوخ والمريدين. ويمثل هذا الصنف التراجم الواردة في كتب طبقات الصوفية والمناقب مثل طبقات الصوفية للسلمي، وكتاب التشوف إلى رجال التصوف للتادلي، وغيرهما.
1 / 12
ثانيا: أعلام مالقة وكتابة التراجم بالأندلس:
ينتمي كتاب أعلام مالقة وفقهائها وأدبائها إلى ما يدخل تحت صنف التراجم البلدانية. وهو صنف من التراجم عرفه الأندلسيون وعلى نطاق واسع في مختلف مراحل حياتهم الثقافية. فكتبوا من هذه التراجم البلدانية والإقليمية العدد الكثير، حتى إن أكثر كور الأندلس وحواضرها قد حظي بتأليف أو أكثر يعرف بمشاهير رجالها في العلم والفكر والرواية. فقد عرف إقليم الأندلس تآليف تخص رجاله عامة، فابتدأت مع:
* كتاب طبقات الفقهاء لعبد الملك بن حبيب (١) (ت ٢٣٨).
* وكتاب طبقات الكتاب لمحمد بن موسى الأقشتين (٢) (ت ٣٠٧).
* وكتاب طبقات الكتاب بالأندلس لسكن بن إبراهيم (٣).
* وكتاب طبقات شعراء الأندلس لعثمان بن ربيعة (٤) (ت قريبا من ٣١٠).
* وكتاب في شعراء الأندلس لمحمد بن عبد الرءوف الأزدي (٥) (ت ٣٤٣) وهو كتاب بلغ فيه الغاية كما يذكر بن الفرضي.
* وكتاب طبقات المحدثين لأبي القسم مسلمة بن القاسم (٦) (ت ٣٥٣).
* وكتاب في تاريخ المحدثين لأبي عمر بن حزم الصدفي (٧) (ت ٣٥٠) بلغ فيه الغاية.
* وكتاب في الشعراء من الفقهاء بالأندلس لقاسم بن أبي الفتح (٨) (ت ٣٣٨).
* وتأليف في رجال الأندلس لخالد بن سعد (٩) (ت ٣٥٢).
_________
(١) تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ٢٧٠/ ١.
(٢) نفس المصدر ٢٩/ ٢.
(٣) الذيل والتكملة لابن عبد الملك ٤٨/ ٤.
(٤) الذيل ١٣٣/ ٥.
(٥) تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ٦٢/ ٢.
(٦) كشف الظنون ١١٠٦/ ٢.
(٧) تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ٤٣/ ١.
(٨) تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ٣٦٤/ ١.
(٩) تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ١٣٣/ ١.
1 / 13
* وكتاب طبقات الشعراء لأبي الوليد بن الفرضي (١) (ت ٤٠٣) وقد نقل منه في الصلة، وفي أعلام مالقة.
* وكتاب في الفقهاء والقضاة بقرطبة والأندلس لمحمد بن عبد الله بن عبد البر (٢) (ت بعد ٣٣٠).
* وكتاب في أخبار شعراء الأندلس لعبادة (٣) (ت ٤١٩).
* وكتاب في طبقات القراء لأبي عمرو الداني (٤) (ت ٤٤٤).
* وكتاب الحميدي في رجال الأندلس المسمى بجذوة المقتبس (٥).
* وكتاب في طبقات الفقهاء بالأندلس لأبي الوليد بن الدباغ (٦).
* وكتاب في طبقات العلماء والشعراء لأبي عامر السالمي (٧) (ت ٥٥٩) وقد نقل منه ابن عبد الملك في الذيل وسماه درر القلائد وغرر الفوائد في أخبار الأندلس وأمرائها وطبقات علمائها وشعرائها.
* وكتاب في أخبار الزهاد والعباد بالأندلس لابن عفيون الغافقي (٨) (ت بعد ٥٨٤).
* وكتاب مشاهير الوشاحين في الأندلس لأبي الحسن علي بن سعد الخير (ت ٥٧١)، وقد جرى فيه «على طريقة الفتح في المطمح والقلائد وبن بسام في الذخيرة، وابن الإمام في سمط الجمان» (٩).
* وكتاب أنوار الأفكار فيمن حل جزيرة الأندلس من الزهاد والأبرار لأبي العباس بن الصقر (١٠) (ت ٥٦٩).
_________
(١) الصلة لابن بشكوال: ٤٥٠ - وأعلام مالقة: ترجمة رقم ١١١.
(٢) جذوة المقتبس ٦٤ - وبغية الملتمس: ٧٩.
(٣) جذوة المقتبس ٢٩٣.
(٤) التكملة لابن الابار ٣٢٧/ ١ - والنفح ٤٧٤/ ٢.
(٥) توفي الحميدي سنة / ٤٨٨ وقد طبع كتاب جذوة المقتبس أكثر من مرة. أهمها بتحقيق الاستاذ المرحوم محمد بن تاويت الطنجي.
(٦) التكملة ٥٣/ ١ وقد نقل منه في غير موضع.
(٧) الذيل ٨/ ٦ - والذيل ٤٣٥/ ١.
(٨) الذيل ١٤٠/ ٦.
(٩) الذيل ١٨٨/ ٥.
(١٠) الذيل ٢٧٧/ ١ ومات دون اتمامه، فأتمه ونقحه وهذبه ولده أبو عبد الله محمد.
1 / 14
* وكتاب تاريخ الكتاب الأندلسيين لأبي عمرو محمد بن عيشون بن عمر بن صباح اللخمي (١) (ت ٦١٤).
* وكتاب خضراء السندس في شعراء الأندلس لابن الأبار القضاعي (٢) (ت ٦٥٨) وغيرها من المؤلفات الخاصة برجال الأندلس مما عرفته الثقافة العربية التاريخية في الأندلس ووصلت هذه المصنفات إلى قمتها مع تاريخ علماء الأندلس (٣) لأبي الوليد بن الفرضي (ت ٤٠٣) الذي كان عمله هذا مثار استدراك وتكميل وتذييل من طرف العديد من علماء الأندلس والمغرب، فكتبت أشكال عديدة من هذه الذيول وذيول الذيول.
غير أن أشهر هذه الذيول تأتي مع كتاب الصلة (٤) لأبي القاسم خلف بن بشكوال القرطبي (ت ٥٧٨) لتكون من جهتها مثار التذييل والتكميل مع عمل:
أبي عبد الله بن الأبار القضاعي (ت ٦٥٨) في التكملة (٥).
وأبي العباس أحمد بن فرتون الفاسي نزيل سبتة (ت ٦٦٠) في الذيل (٦).
وأبي عبد الله محمد بن عبد الملك المراكشي (ت ٧٠٣) في الذيل والتكملة (٧).
وأبي جعفر أحمد بن الزبير العاصمي الجياني (ت ٧٠٨ في صلة الصلة (٨).
وأبي عبد الله محمد بن الخطيب السلماني (ت ٧٧٦) في عائد الصلة (٩).
ومع غيرها من الذيول الأخرى التي لم تصل نصوصها إلينا أو لم يشتهر أمرها، لتتكوّن من هذه الصلات والذيول اليوم ما يعرف بسلسلة الصلات الأندلسية.
ومع هذه المصنفات التي اختصت بإقليم الأندلس عموما، فقد عرفت الكتابة التاريخية في التراث الأندلسي مصنفات خاصة تنصرف إلى تراجم جهة معينة أو بلدة محددة من الأندلس، فيذكر في هذا كتب خاصة تهم:
_________
(١) منه مخطوطة بدار الكتب المصرية. / ترجمته في التكملة ٥٩٩/ ٢ ونسب له تقييدا في الوفيات.
(٢) التكملة ١٩/ ١.
(٣) و(٤) و(٥) و(٧) و(٨) هذه المصنفات وصلت الينا نصوص بعضها كاملة، وبعضها ناقصا. وقد عرفت طريقها إلى التحقيق والنشر. بل إن بعض هذه الكتب قد طبع أكثر من مرة.
(٦) و(٩) الكتابان معا يعتبران اليوم في حكم المفقود. أما ذيل ابن فرتون فقد ضمنه تلميذه ابن الزبير في كتابه صلة الصلة / وأما عائد الصلة لابن الخطيب فقد احتفظ ابن الخطيب نفسه بنقول منه في كتابه الاحاطة.
ددد ممكن نسيب هوامش الصفحة دي زي ما هو عامل وخلاص - وده اللي أفضله في الحالة دي - أو نعمل زي ما احنا متعودين والهوامش هتكون بالشكل ده:
٧
٧
٧
٧
(١) منه مخطوطة بدار الكتب المصرية. / ترجمته في التكملة ٥٩٩/ ٢ ونسب له تقييدا في الوفيات.
(٢) التكملة ١٩/ ١.
(٣) و(٤) و(٥) هذه المصنفات وصلت الينا نصوص بعضها كاملة، وبعضها ناقصا. وقد عرفت طريقها إلى التحقيق والنشر. بل إن بعض هذه الكتب قد طبع أكثر من مرة.
(٦) الكتابان معا يعتبران اليوم في حكم المفقود. أما ذيل ابن فرتون فقد ضمنه تلميذه ابن الزبير في كتابه صلة الصلة / وأما عائد الصلة لابن الخطيب فقد احتفظ ابن الخطيب نفسه بنقول منه في كتابه الاحاطة.
(٧) و(٨) هذه المصنفات وصلت الينا نصوص بعضها كاملة، وبعضها ناقصا. وقد عرفت طريقها إلى التحقيق والنشر. بل إن بعض هذه الكتب قد طبع أكثر من مرة.
(٩) الكتابان معا يعتبران اليوم في حكم المفقود. أما ذيل ابن فرتون فقد ضمنه تلميذه ابن الزبير في كتابه صلة الصلة / وأما عائد الصلة لابن الخطيب فقد احتفظ ابن الخطيب نفسه بنقول منه في كتابه الاحاطة.
1 / 15
١ - مدينة قرطبة، مثل:
* قضاة قرطبة لابن حارث الخشني (١) (ت ٣٦١).
* وفقهاء قرطبة لأحمد بن عبد البر (٢) (ت ٣٣٨).
* والمؤتلف في فقهاء قرطبة وقضاتها لأبي عمر بن عفيف (٣) (ت ٤٢٠).
* ومنها أخبار ومناقب من دفن من الصالحين بقرطبة لأبي القاسم بن الطيلسان (٤) (ت ٦٤٢).
٢ - ومدينة طليطلة، مثل:
* تاريخ فقهاء طليطلة لأبي جعفر بن مطاهر (٥) (ت ٤٨٩).
٣ - ومدينة غرناطة، مثل:
* فقهاء البيرة لمطرف بن عيسى الغساني الإلبيريّ (٦) (ت ٣٥٧).
* وشعراء البيرة لنفس المؤلف أيضا (٧).
* ومنها ما رآه ابن حزم وذكره في رسالته في فضل الأندلس «من أخبار شعراء البيرة في نحو عشرة أجزاء» (٨).
* وتاريخ علماء البيرة لأبي القاسم الملاحي (٩) (ت ٦١٩). وهو غاية في بابه، وقد أكثر من النقل عنه كل من ابن الزبير في صلة الصلة، وابن الخطيب في الإحاطة.
* ومنها: الإحاطة في أخبار غرناطة لابن الخطيب (١٠) (ت ٧٧٦)، وغيرها.
_________
(١) طبع هذا الكتاب أكثر من مرة.
(٢) راجع تاريخ علماء الأندلس ٣٩/ ١.
(٣) راجع الصلة: ٣٩ وقد اعتمد عليه كثيرا ابن بشكوال في تراجم كتاب الصلة.
(٤) راجع الذيل ٥٦٦/ ٥ - وبرنامج التجيبي: ٢٦٦ وهو فيهما يسمى بكتاب: التبيين عن مناقب من عرف قبره بقرطبة من الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين.
(٥) راجع الصلة: ٧٠ وقد نقل عنه ابن بشكوال في غير موضع من صلته.
(٦) و(٧) راجع تاريخ علماء الاسلام لابن الفرضي ١٣٧/ ٢.
(٨) نفح الطيب ١٧٤/ ٣.
(٩) راجع ترجمة المذكور في: الذيل ٤١٧/ ٦.
(١٠) طبع الكتاب بتحقيق الاستاذ المرحوم عبد الله عنان في أربعة أجزاء.
1 / 16
٤ - ومدينة مالقة، مثل:
* فقهاء رية لابن سعدان (١). وسماه ابن الفرضي في بعض الأحيان بفقهاء مالقة، ونقل عنه (٢). وكانت مالقة من قبل تدعى رية (٣).
* ومنها ما رآه ابن حزم وذكره في رسالته في فضل الأندلس، وهو «كتاب مجزأ في أجزاء كثيرة في أخبار رية وحصونها وحروبها وفقهائها وشعرائها، تأليف أبي إسحاق بن سلمة القيني» (٤).
* ومنها تقاييد في أدباء مالقة لأبي عمرو بن سالم المالقي (ت ٦٢٠). وقد نقل عنه كثيرا في أعلام مالقة لا بني عسكر وخميس، وفي غير موضع (٥).
* ومنها كتاب في موثقي مالقة وفقهائها لأبي الطاهر السبتي المالقي (٦) (ت ٦١٢). وقد نقل منه كثيرا في أعلام مالقة في غير موضع (٧).
* ومنها تاريخ أدباء مالقة المسمى بالإعلام بمحاسن الأعلام من أهل مالقة الكرام، لأصبغ بن أبي العباس (٨) (ت ٥٩٢). وقد نقل منه في غير موضع من أعلام مالقة من صياغة ابن خميس (٩).
وقد كان العمل على تذييل هذا الكتاب هو ما أنتج كتاب أعلام مالقة الذي بين أيدينا، والذي نقدمه اليوم إلى القارئ الكريم.
ابتدأ تذييله القاضي أبو عبد الله بن عسكر. ثم اخترمته المنية قبل إتمامه فأتمه ابن أخته أبو بكر بن خميس.
_________
(١) تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ٣٧٥/ ١.
(٢) تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ٣٤٢/ ١.
(٣) ورية اسم يطلق على جميع الكورة التي تقع بها مالقة. راجع المرقبة العليا: ٨٢ نقلا عن ابن عسكر في أعلام مالقة. وراجع كتاب الروض المعطار: ٢٧٩ ويعرفها بأنها كورة من كور الأندلس في قبلي قرطبة.
(٤) راجع نفح الطيب ١٧٤/ ٣.
(٥) راجع أعلام مالقة: ترجمات رقم: ١١، ٢٠، ٢١، ٢٢، ٤٠، ٤٧، ٥٤، ٦١، ٦٢ وغيرها.
(٦) راجع ترجمته في: الذيل والتكملة ٣٠٧/ ١.
(٧) راجع أعلام مالقة ترجمات رقم: ٤٥، ٨٤، ٩٢، ٩٧، ١٢٠، ١٢٣، ١٣٧ وغيرها.
(٨) ترجمته في التكملة ٢٠٨/ ١.
(٩) راجع أعلام مالقة، ترجمات رقم: ١، ٣، ٧، ٥٥، ٥٧، ٦٦، ٦٧، ٩١، ٩٥ وغيرها.
1 / 17
* ولذلك سمي هذا الذيل: الإكمال والإتمام في صلة الإعلام بمحاسن الأعلام من أهل مالقة الكرام. أو مطلع الأنوار ونزهة البصائر والأبصار فيما احتوت عليه مالقة من العلماء والرؤساء والأخيار (١).
* وقد كان ذلك كله مستهدفا لذيل رابع من صنع القاضي أبي الحسن النباهي (ت بعد ٧٩٤). فقد نقل عنه ابن الخطيب في غير موضع من كتاب الإحاطة (٢).
ولما كان الكتاب الذي نقدمه اليوم إلى القارئ - وهو أعلام مالقة - عملا مشتركا بين ابن عسكر وحفيده ابن خميس، كان لا بد من تقديم نعرف فيه بالرجلين ونقربهما بترجمة مقتضبة إلى القارئ.
ثالثا: ترجمة المؤلفين:
القاضي أبو عبد الله بن عسكر (٣) (ت ٦٣٦):
محمد بن علي بن عبيد الله بن الخضر بن هارون الغساني، يعرف بابن عسكر.
من أهل مالقة، وأصله من قرية بغربيها. ولد في حدود سنة ٥٨٤ ونشأ بمالقة حيث أخذ على شيوخها العلم والرواية. فأخذ عن:
الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن علي الخولاني الأديب، يعرف بالزوالي (٤) (ت ٦١٦).
والشيخ أبي جعفر أحمد بن عبد الحميد الجيار المالقي (٥) (ت ٦٢٤).
والشيخ أبي بكر عتيق بن علي المربيطري يعرف بابن قنترال (٦) (ت ٦١٢).
والشيخ أبي الحسن علي بن أحمد بن علي الغافقي الشقوري (٧) (ت ٦١٦).
_________
(١) راجع الذيل ٤٥٠/ ٦، ٤٥١.
(٢) راجع الاحاطة ٦٤/ ٣، ١٩٣ - ٢٦٣/ ٤.
(٣) ترجمته في: أعلام مالقة رقم ٥٠ - والتكملة: ٦٤١/ ٢ - والذيل ٤٤٩/ ٦ - تاريخ الاسلام للذهبي: طبقة ٢٨٥/ ٦٤ رقم ٤٣٢ - الاحاطة ١٧٢/ ٢ - المرقبة العليا للنباهي: ١٢٣ - نفح الطيب ٣٥١/ ٢.
(٤) ترجمته في التكملة: ١٦٦/ ١ رقم ٤٣٥ - برنامج الرعيني: ١٠٩ - تاريخ الاسلام للذهبي: طبقة ٢٦١/ ٦٢ - الأعلام للمراكشي ١٤٩/ ١ نقلا عن التكملة.
(٥) ترجمته في: التكملة ١١٤٤/ ١ - برنامج الرعيني ١٣٥ - الذيل ٢٥٨/ ١.
(٦) ترجمته في برنامج الرعيني: ٧٦ - صلة الصلة: ٥٧ - الذيل ١٢١/ ٥ والمراجع المذكورة بالهامش.
(٧) ترجمته في برنامج الرعيني: ١٢٤ - صلة الصلة: ١٢٦ - الذيل ١٦٧/ ٥ والمراجع المذكورة بالهامش.
1 / 18
والشيخ أبي الحجاج يوسف بن الشيخ البلوي المالقي (١) (ت ٦٠٤).
والشيخ أبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي القمارشي (٢) (ت ٦٣٧) وهو من أصحابه.
والشيخ أبي سليمان داود بن حوط الله الأنصاري الأندي (٣) (توفي وهو يتولى قضاء مالقة عام ٦٢١).
والشيخ أبي علي عمر بن عبد المجيد الرندي (٤) (ت ٦١٦).
والشيخ الأديب أبي عمرو سالم بن صالح بن سالم (٥) المالقي (ت ٦٢٠).
والشيخ أبي الفضل عياض بن محمد بن عياض (٦) (ت ٦٣٠).
والشيخ الإمام أبي محمد عبد الله بن الحسن الأنصاري يعرف بالقرطبي (٧) (ت ٦١١).
والشيخ أبي القاسم محمد بن عبد الواحد الغافقي الملاحي (٨) (ت ٦١٩).
والشيخ أبي محمد عيسى بن سليمان الرعيني الرندي (٩) (ت ٦٣٢).
_________
(١) له ترجمة في: أعلام مالقة رقم ١٧٤ - صلة الصلة: ٢١٧ - التكملة لوفيات النقلة للمنذري ١٤٧/ ٢ - تاريخ الاسلام للذهبي: طبقة ٦٩/ ٦١ رقم ٢٢٢.
(٢) ترجمته في: أعلام مالقة رقم ٩٩ - برنامج الرعيني. - صلة الصلة: ١٢٣.
(٣) ترجمته في: برنامج الرعيني ٥٥ ضمن ترجمة أخيه عبد الله. - والتكملة ٣١٦/ ١ - وتاريخ الاسلام للذهبي: طبقة ٥٠/ ٦٣ رقم ١٤.
(٤) ترجمته في: أعلام مالقة رقم ١٤٤ - الذيل ٤٥٠/ ٥ والمراجع المذكورة - صلة الصلة: ٦٧ رقم ١٢٦ - الاحاطة ١٠٧/ ٤.
(٥) ترجمته في أعلام مالقة رقم ١٥٦ برنامج الرعيني: ١٠٥ - الذيل ٢/ ٤ - الاحاطة ٣١٤/ ٤.
(٦) ترجمته في: أعلام مالقة رقم ١٥١ - صلة الصلة: ١٦٥ - الذيل ٢٤٤/ ٨ - الاحاطة ٢٢١/ ٤.
(٧) ترجمته في أعلام مالقة: رقم ٧٢ - صلة الصلة: ٧٩ - الذيل ١٩١/ ٤ - تاريخ الاسلام للذهبي طبقة ٦٩/ ٦٢ رقم ٢٠.
(٨) ترجمته في: برنامج شيوخ الرعيني ٦٤ - التكملة ٦٠٩/ ٢ - الذيل ٤١٣/ ٦ - الاحاطة ١٧٦/ ٣ - تاريخ الاسلام للذهبي: طبقة ٤١٥/ ٦٢.
(٩) ترجمته في أعلام مالقة رقم ١٤٩ - صلة الصلة ٥١ - الذيل ٤٩٥/ ٥ - تاريخ الاسلام للذهبي: طبقة ٩٩/ ٦٤ رقم ١١٤.
1 / 19
والشيخ أبي محمد عبد الله بن حوط الله الأنصاري الأندي (١) (ت ٦١٢).
وغيرهم من بقية علماء حواضر الأندلس والمغرب.
واستفاد من إجازات المشارقة التي تشملها إفادات الراحلين إلى المشرق من علماء الأندلس وطلبته. فاتسعت مشيخته وكثر رجالها.
وتنوعت معارفه والعلوم التي حصل عليها من علوم القرآن، والفقه والنحو والتاريخ، وغيرها، فأخذ عنه الناس ببلده واستجازه الطلبة الراغبون في علمه من الأندلس وغيره.
فأخذ عنه: ابن أخته أبو بكر بن خميس الأنصاري المالقي، وابن أخته الأخرى أيضا، القاضي أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن علي بن برطال الأموي المالقي، وأبو بكر بن أبي العيون، وأبو عبد الله محمد بن أبي بكر البرّي التلمساني، وأبو عبد الله بن الأبار القضاعي، وأبو القاسم بن عمران، وغيرهم.
وكتب بالإجازات إلى مختلف الأصقاع. وتشتهر إجازته لأهل العراق البغداديين حيث ضمنها شعرا ونثرا (٢).
مارس الإفتاء، وشاوره القضاة، بجانب اشتغاله بالعلم تدريسا وتأليفا.
ثم تولى القضاء بمالقة نيابة عن القاضي أبي عبد الله بن الحسن الجذامي مدة على عهد دولة أبي عبد الله بن هود.
ثم تولى قضاء مالقة مستقلا، حينما تصيرت مالقة إلى دولة أبي عبد الله بن نصر، فسار في الناس سيرة حسنة وأقام العدل، فحمدت أفعاله، وأحكامه.
وتوفي وهو يتولى قضاء مالقة في شهر جمادى الآخرة سنة ٦٣٦.
مؤلفاته:
ترك ابن عسكر كثيرا من المؤلفات في مختلف العلوم والفنون التي أتقنها ومارس العمل فيها مطالعة وتدريسا. منها (٣):
_________
(١) ترجمته في: برنامج الرعيني: ٥٥ - صلة الصلة ٨١ (مرقون) - تكملة المنذري ٣٥٧/ ٢ - تاريخ الاسلام للذهبي: طبقة ٩٩/ ٦٢ رقم ٧٨ - الاحاطة ٤١٦/ ٣ - تذكرة الحفاظ ١٣٩٧/ ٤ - المرقبة العليا للنباهي ١١٢ - بغية الوعاة ٤٤/ ٢ - الأعلام للمراكشي ٢٠٧/ ٨.
(٢) راجع الذيل ٤٤٩/ ٦.
(٣) اعتمدت في هذه اللائحة على ما أورده ابن عبد الملك في الذيل ٤٥٠/ ٦ عند ترجمة ابن عسكر.
1 / 20
١ - المشرع الروي في الزيادة على غريبي الهروي، وهو في غريبي القرآن والحديث.
٢ - أربعون حديثا، التزم فيها موافقة اسم شيخه اسم الصحابي. وقد وصفها كل من ابن خميس وابن عبد الملك في الذيل بأنه رائد في هذا لم يسبق إليه. بل اعتبرها ابن عبد الملك من الأعمال التي تدل على اتساع مشيخة ابن عسكر بكثرة أسماء الرواة الواردين فيها من العلماء (١).
٣ - نزهة الناظر في مناقب عمار بن ياسر. وقد ألفه لأحد أصفيائه من أسرة بني سعيد وهو القائد عبد الله بن سعيد. فعرف فيه بأسرة بني سعيد وبجدهم عمار بن ياسر. وقد نقل منه ابن خميس في ترجمة القائد المذكور (٢).
٤ - الجزء المختصر في السلو عن ذهاب البصر. وقد ألفه للواعظ الضرير أبي محمد بن أبي خرص.
٥ - رسالة ادخار الصبر في افتخار القصر والقبر.
٦ - شرح الآيات التي استشهد بها سيبويه في الكتاب (٣).
٧ - تكملة كتاب التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام لأبي القاسم السهيلي، أسماه التكميل والإتمام لكتاب التعريف والإعلام.
٨ - فهرسة شيوخه. وهي التي يحيل عليها ابن الزبير في صلة الصلة عند ترجمة ابن عبد المجيد الرندي، فقال عند ذكر تلامذته: «روى عنه القاضي أبو عبد الله بن عسكر، وذكره. وكان يثني عليه ويعتمده ..» (٤). ولا شك أنه يحيل على ذكره في الفهرسة وليس في كتاب أعلام مالقة، لأن ترجمة الرندي الواردة في أعلام مالقة هي من صياغة ابن خميس، وهي مما استدرك به على ابن عسكر (٥).
ومما هو ثابت أن ابن عسكر قد جمع فهرسة عرف فيها بشيوخه. وقد أحال
_________
(١) راجع الذيل ٤٥٠/ ٦.
(٢) راجع أعلام مالقة: ترجمة رقم ٨٣.
(٣) هو مما استدرك في الهامش / راجع الذيل ٤٥٠/ ٦.
(٤) صلة الصلة: ٦٩ ترجمة رقم ١٢٦.
(٥) راجع أعلام مالقة: ترجمة رقم: ١٤٤.
1 / 21
عليها ابن أخته ابن خميس في أعلام مالقة ونقل منها، فقال في ترجمة أبي محمد القرطبي: «وذكره خالي رحمة الله عليه في أشياخه، فقال: ومن شيوخي ﵏ الشيخ ..» (١).
٩ - الإكمال والإتمام في صلة الإعلام بمحاسن الأعلام من أهل مالقة الكرام، وهو بتسمية أخرى: مطلع الأنوار ونزهة البصائر والأبصار فيما احتوت عليه مالقة من الأعلام والرؤساء والأخيار وتقييد ما لهم من المناقب والآثار (٢). وهو الكتاب المشهور بأعلام مالقة، والذي نقدم اليوم إلى القارئ نصه.
والكتاب في أصله ذيل على كتاب أصبغ بن أبي العباس المسمى بالإعلام بمحاسن الأعلام من أهل مالقة الكرام.
والمعروف أن ابن عسكر قد وافته المنية قبل أن يكمل هذا الذيل، ولذلك تممه ابن أخته أبو بكر بن خميس، فكان لذلك كتاب أعلام مالقة عملا مشتركا بين الرجلين: ابن عسكر وابن خميس.
_________
(١) أعلام مالقة: ترجمة رقم ٧٢.
(٢) التسميتان معا واردتان في: الذيل ٤٥٠/ ٦، ٤٥١.
1 / 22
أبو بكر محمد بن محمد بن
علي بن خميس
١ - اسمه ونسبه:
يرد اسمه ونسبه في طالعة القطعة الموجودة من أعلام مالقة بهذه الصفة: أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن خميس. ويرد نفس الاسم والنسب في الذيل والتكملة عند ترجمة خاله بن عسكر، فقال: «... فتولى كماله - أي كتاب أعلام مالقة - ابن أخته أبو بكر بن محمد بن خميس المذكور» (١).
فهو بهذا يشترك مع والده في التسمية بمحمد. ولذلك لم نظفر له بترجمة فيما بين أيدينا من أسماء المحمدين في كتاب الذيل والتكملة، إذ تصادف ترجمة من اسمه محمد بن محمد الجزء السابع المفقود من الكتاب.
ولست أدري ما هي علاقة أبي بكر هذا بأسرة ابن خميس المتواجدة آنذاك بحاضرتي اسطبونة، والجزيرة الخضراء. فهي أنصارية النسب. ولا أستبعد أن يكون أبو بكر بن خميس أنصاري النسب أيضا، ومن أبنائها. غير أن الظروف الطارئة وجهته لينشأ في بيت خاله القاضي بن عسكر بمالقة.
وتشتهر أسرة ابن خميس هذه بممارسة العلم تدريسا وتأليفا، ومزاولة الخطابة في كل من الجزيرة الخضراء وسبتة. وقد تخرج من أبنائها جماعة من العلماء. فمن أشهرهم - زيادة على أبي بكر بن خميس - نذكر
* محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي بكر بن خميس الأنصاري (٢).
فهو حسب سلسلة نسبه يعتبر من أقارب أبي بكر بن خميس، إذ يلتقي معه في جده
_________
(١) راجع الذيل ٤٥١/ ٦.
(٢) ترجمته في الذيل ٣١٢/ ٦.
1 / 23
محمد بن علي بن خميس. ولد باسطبونة عام ٦١٣ وانتقل إلى الجزيرة الخضراء ليتولى خطابة جامعها، ويتصدر للتدريس بها. وبها توفي عام ٦٨٨.أخذ عنه كثير من علماء عصره. في مقدمتهم ابنه أبو جعفر أحمد، وابن عبد الملك الأنصاري المراكشي صاحب الذيل، وابن رشيد السبتي وغيرهم.
* موسى بن فتح بن خميس الأنصاري (١) من أهل الجزيرة الخضراء، وبها توفي بعد سنة ٦٣٠ وهو ابن عم والد الخطيب أبي عبد الله المتقدم ذكره. كما يذكر ضمن شيوخه الذين روى عنهم.
* أبو جعفر أحمد بن الخطيب أبي عبد الله بن خميس المتقدم الذكر. من أهل الجزيرة الخضراء. وقد أخذ عن والده الخطيب المذكور.
* ولده أبو عبد الله محمد بن خميس الأنصاري الجزيري (٢). نزل سبتة بعد دخول النصارى إلى بلده. وتولى الخطابة بسبتة فاشتهر بذلك. له مؤلفات عديدة.
وأخذ عنه كثير من أعلام سبتة والأندلس. توفي بسبتة عام ٧٥٠.
٢ - ولادته ونشأته:
إذا كنا لم نظفر بترجمة مفصلة لابن خميس لغياب المصادر التي يمكن أن تكون قد عرفت به، وانحجابها عنا، فإن الذي بين أيدينا مما بقي من كتاب أعلام مالقة وتتميمه، يقدم لنا على الأقل مادة أولية يمكن أن نستشف منها ما يمكن أن نتعرف به على الرجل في جانب من جوانب حياته، أو في نشاط من أنشطته العلمية.
فنحن لا نعرف تاريخ ولادة أبي بكر بن خميس بالضبط، ولا تاريخ وفاته أيضا. غير أننا نعرف أنه كان بين سنتي ٦٣٦ هـ - وهو تاريخ وفاة خاله ابن عسكر - و٦٤٢ هـ - وهو تاريخ وفاة شيخه أبي عبد الله الأستجي الحميري (٣) - كامل الأهلية العلمية، وقادرا على التأليف ومتابعة تتميم كتاب أعلام مالقة الذي كان قد ابتدأه خاله ابن عسكر، وتوفي دون إكماله.
_________
(١) ترجمته وأخباره في صلة الصلة: ٣٠ (مرقون).
(٢) له ترجمة في: الاحاطة ١٨٤/ ٣ - بلغة الامنية ٢٦ - اختصار الاخبار: ٢٨ - طبقات المالكية: ٤٠٩ (مخطوط) - دعوة الحق: / ٥٣ عدد ٢٦٥.
(٣) له ترجمة في اختصار القدح: ١٢٨ وذكر وفاته ٦٤٢ - والذيل ٢٣٨/ ٦٩ - والاحاطة ٣١٥/ ٢.
1 / 24
فقد ورد في التتميم عند ذكر شيخه أبي عبد الله الإستجي الدعاء له بالبقاء (١)، وهو أمر يقطع بأن العمل في هذا التتميم كان يجري وشيخه هذا ما يزال على قيد الحياة. وقد علمنا أن شيخه أبا عبد الله الإستجي كان قد رحل عن مالقة سنة ٦٣٩، وأنه توفي بغرناطة سنة ٦٤٢.فكم كان عمر أبي بكر بن خميس حين وفاة خاله ابن عسكر سنة ٦٣٦.وكم كان سنه لحظة الاشتغال بكتاب أعلام مالقة وتتميمه؟.
لعل في كتاب أعلام مالقة من الملاحظات ما يمكن أن يقرب لنا مجال التعرف على أبي بكر بن خميس وتاريخ ولادته.
فأول ملاحظة تستقطب في هذا السياق أنه - وإلى حدود منتصف العقد الثالث من القرن السابع الهجري - كان ابن خميس ما يزال صغير السن لم يصل بعد إلى مستوى الأخذ عن الشيوخ والاستفادة منهم.
فهو لم يأخذ عن الشيخ أبي علي عمر بن عبد المجيد الرندي (٢) (توفي بمالقة عام ٦١٦)، ويصفه فقط بشيخ شيوخنا (٣).
ولم يأخذ عن الأديب أبي عمرو بن سالم الهمداني المالقي (٤) (توفي بمالقة عام ٦٢٠) رغم أنه ينقل عنه وعن مقيداته ومعلقاته كثيرا، إما من خطه مباشرة أو بواسطة خاله. ويصفه في بعض التراجم بشيخ شيوخنا (٥).
ولم يأخذ عن أبي جعفر أحمد بن عبد المجيد الجيار المالقي (٦) (توفي بإشبيلية عام ٦٢٤)، ولا يرد ذكره في أعلام مالقة إلا باعتباره شيخا لخاله ابن عسكر (٧).
بل إنه لم يأخذ عن الشيخ عبد الرحمن بن دحمان الأنصاري المالقي (٨) (توفي
_________
(١) راجع أعلام مالقة: ٢٣٤ ترجمة رقم ٧١.
(٢) تنظر ترجمته في: أعلام مالقة: ٣٢٦ ترجمة رقم ١٤٤ - الذيل ٤٥٠/ ٥ والمراجع المذكورة بالهامش. - الاحاطة ١٠٧/ ٤.
(٣) راجع أعلام مالقة: ٢٠٧ ترجمة رقم: ٥٨.
(٤) تنظر ترجمته في: أعلام مالقة: ٣٣٧ ترجمة رقم ١٥٦ - برنامج الرعيني: ١٠٥ - الذيل ٢/ ٤.
(٥) راجع أعلام مالقة: ١٢٦ ترجمة رقم ٣٠.
(٦) له ترجمة في: التكملة ١١٤/ ١ ط العطار - برنامج الرعيني ١٣٥ - الذيل ٢٥٨/ ١.
(٧) راجع أعلام مالقة: ١١٣، ١١٥: ترجمة رقم ١٥، ورقم ٢٦.
(٨) له ترجمة في: أعلام مالقة: ٢٥٨ ترجمة رقم ٩٣ - وصلة الصلة ١٢٣ (مرقون).
1 / 25