د قران د اعجاز لپاره د باقلاني

Al-Baqillani d. 403 AH
102

د قران د اعجاز لپاره د باقلاني

إعجاز القرآن للباقلاني

پوهندوی

السيد أحمد صقر

خپرندوی

دار المعارف

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

١٩٩٧م

د خپرونکي ځای

مصر

وكذلك ذكر في (حم) السجدة (١) على هذا المنهاج الذي شرحنا، فقال ﷿: (حم. تنزيل الكتاب مِنَ الرحَّمْنِ الرَّحِيمِ. كِتَابٌ فَصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. بَشِيرًا وَنَذِيرًا) فلولا أنه جعله / برهانًا لم يكن بشيرًا ولا نذيرًا، ولم يختلف بأن يكون عربيًا مفصلًا أو بخلاف (٢) ذلك. ثم أخبر عن جحودهم وقلة قبولهم، بقوله تعالى: (فَأعْرَضَ أَكْثَرُهُم فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ) . ولولا أنه حجة لم يضرهم الإعراض عنه. وليس لقائل أن يقول: قد يكون حجة ولكن (٣) يحتاج في كونه حجة إلى دلالة أخرى، كما أن الرسول ﷺ حجة، ولكنه يحتاج إلى دلالة على صدقه، وصحة نبوته. وذلك: أنه إنما احتج عليهم بنفس هذا التنزيل، ولم يذكر حجة غيره. ويبين ذلك: أنه قال عقيب هذا: (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحُى إِلَيَّ) . فأخبر أنه مثلهم لولا الوحي. ثم عطف عليه بحمد المؤمنين به المصدقين له، فقال: (إِنَّ الَّذينَ آمنَوُا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونِ) . ومعناه: الذين آمنوا بهذا الوحي والتنزيل، وعرفوا هذه الحجة. ثم تصرف في الاحتجاج على الوحدانية والقدرة، إلى أن قال: (فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عادِ وثَمُودَ) . فتوعدهم بما أصاب من قبلهم من المكذبين بآيات الله من قوم عاد / وثمود في الدنيا. ثم توعدهم بأمر الآخرة، فقال: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)، إلى انتهاء ما ذكره فيه. ثم رجع إلى ذكر القرآن، فقال: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهذَا القُرْآنِ والْغَوْا فيه لعلكم تغلبون) .

(١) هي سورة: فصلت (٢) ا، م: " خلاف " (٣) س: " ويحتاج " (*)

1 / 12