264

د صفاتو اخبارو ته تاویلونو د لغوه کول

إبطال التأويلات لأخبار الصفات

پوهندوی

أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي

خپرندوی

دار إيلاف الدولية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

د خپرونکي ځای

الكويت

فإن قِيلَ: يحتمل أَنْ يَكُونَ المراد بالأصابع الملك والقدرة، ويكون فائدته أن قلوبهم فِي قبضته جارية عَلَى قدرته، وَذَكَرَ النبي ﷺ هَذَا عَلَى طريق المثل، كَمَا يقال: مَا فلان إِلا فِي يدي وخنصري ويريد بذلك أَنَّهُ عَلَيْهِ مسلط، وأنه لا يتعذر عَلَيْهِ مَا يريده مِنْهُ، ويحتمل أن الأصبعين ها هنا بمعنى النعمتين، وقد تقول العرب: لفلان عَلَى فلان أصبع حسن، إِذَا أنعم عَلَيْهِ نعمة حسنة وَمِنْهُ قول الشاعر: ضعيف العصا بادي العروق ترى لَهُ … عَلَيْهِ إِذَا مَا أجدب الناس إصبعا أي: إِذَا مَا وقع الناس فِي الجدب والقحط لَهُ عَلَيْهِ أثر حسن، ويحتمل أَنْ يَكُونَ معناه بين أثرين من آثار اللَّه ﷿ وفعلين من أفعاله. قيل: هَذَا غلط لوجوه: أحدها: أن حمله عَلَى الملك والقدرة والنعم والآثار، يسقط فائدة التخصيص بالقلب، لأَنَّ جميع الأشياء هَذَا حكمها، وأنها فِي ملكه وبنعمه وبآثاره. الثاني: أن فِي الخبر مَا يسقط هَذَا، وَهُوَ قوله: " بين السبابة والتي تليها وأشار بيده هكذا وهكذا " وَهَذَا يمنع من صحة التأويل. الثالث: أَنَّهُ لو كان المراد به النعمتين، لكان القلب محفوظا بها ولم يحتج إِلَى الدعاء، ولما دعا بالتثبيت، لَمْ يصح حمله عَلَى النعمتين، وَهَذَا الثالث جواب ابن

2 / 317