ابراهيم ثانی
إبراهيم الثاني
ژانرونه
قال: «تقولين إن هذا الفتى عاطل. وإنه لكذلك. وفى يدك أنت كما قلت لك من قبل أن تصلحى من أمره.. أن تجعلى منه شيئا له قيمة فى الحياة. إن كونه يحبك فرصة لك.. وجهيه.. بثى فى نفسه الثقة والاطمئنان.. أطمعيه فى حبك واحترامك.. إنه الان حائر ضال لا يهتدى، حبه المزدرى يغريه بالاستحواذ عليك بالقوة ... يريد أن يعلمك احترامه بالوسيلة الطبيعية الساذجة.. بالقوة ... وسيلة أهل الكهوف من أجدادنا الأقدمين.. ولكنه إذا آنس منك الاستعداد لاحترامه، إذا التمسه من طريق آخر فلا أحسبه يتردد فى اكتسابه من الطريق الذى تصفين وتؤثرين. طاوعينى وأطمعيه فى احترامك، فإن به حاجة إليك. يكفى أنه قريبك فله عليك هذا الحق.. حق التوجيه الصالح».
قالت: «هذا واجب أبويه قبل أن يكون واجبى».
قال: «بل هو واجبك الآن. انظرى إليه على أنه محبك المفتون بك لا أنه ابن أبويه.. وكابرى إذا شئت فى حبك له، فما هذا بالذى يقدم أو يؤخر، وسترين حين يهدأ وتهدئين أن الأمر كما أصف، وأنى أستحق منك قبلة الشكر».
قالت برقة: «أترانى أضن عليك بالقبلة حتى تؤدى ثمنها؟»
قال: «إنما أريدها فى أوانها قبلة شكر.. قبلة شكر تستطيعين أن تمنحينى إياها على عينه وبرضاه.. قبلة يشاركك هو فى معنى الشكر الذى يبعث على منحها».
فأطرقت كالمفكرة ثم رفعت رأسها وقالت: «أتعلم ماذا؟ لكأنى بك تغرينى به.. لا أدرى.. ولكن هذا ما يبدو لى.. لعلى مخطئة فاعذرنى».
قال: «لست أغريك به فما بك حاجة إلى الإغراء. وعلى أنى لو كنت أغريك به لما كنت إلا حكيما».
فابتسمت وقالت: «دع الحب وقل لأى شىء يصلح هذا الفتى؟»
قال: «لماذا لا يوليه أبوه شئون زراعته؟ إنه قوى وذكى وخفيف كالثعلب وآفته أنه لا يعمل شيئا.. لو كان مغرى بالألعاب الرياضية، أو ذا عمل يشغله زمنا لما أمكن أن تبلغ ثورته هذا الحد الذى يفزعك ويحجب عنك إيثارك له».
قالت متهكمة: «لقد كانت المحاضرة يا سيدى الأستاذ مدهشة، وأظن أننا نستحق شيئا من الراحة بعدها، فهل تسمح بأن أدق الجرس؟»
ناپیژندل شوی مخ