ابراهیم کاتب
إبراهيم الكاتب
ژانرونه
فأعداه بشرها وقال وقد شاع في كيانه السرور: «فهمت وسمعت وأطعت! والآن ماذا كنت تصنعين أنت في غرفة الاستقبال وحدك»؟
فدفعت رأسها إلى الوراء قليلا وهزته كما يفعل العصفور بعد أن يشرب وقالت: «أنا؟ أوه! لا شيء! وماذا عساني أفعل وأختي تأبى إلا أن تعدني ضيفة ولو أقمت معها العمر كله»!
وفي هذه اللحظة سمعا صوت عجلات ووقع حوافر خيل، فأصغى إبراهيم؛ أما شوشو فنهضت إلى النافذة وأطلت منها ثم التفتت إلى إبراهيم وهي تقول: «الدكتور»!
فوقف إبراهيم وقد غاض البشر من وجهه وسألها بلهفة وهو لا يفهم: «دكتور؟ هل مرض أحد»؟
فبادرت إليه وقالت: «لا، لا! إنه الدكتور محمود.. قريب ابن عمي (زوج أختها) ألا تعرفه؟ له عيادة في البندر ويزورنا من حين إلى حين، وكلماء جاء قريتنا يعود مريضا، والآن سأذهب لأستقبله وأجيء به». - ليس إلى هنا وأنا في هذه الثياب أيضا؟
فضحكت وقالت: «لا تخف! بل في الغرفة التي أمام غرفتك.. هذه (وأشارت إليها) أما ثيابك فما لها؟ إنك في قرية ولا حاجة بك وإلى تغييرها».
ومضت تعدو ....
الفصل السادس
«ارجعي، ارجعي، يا شولميت! ارجعي، ارجعي، فننظر إليك»
لم يسع إبراهيم إلا أن يطل من النافذة. ولم يكن يعرف هذا الدكتور ولا سمع به، أو على الأصح لا يذكر أنه سمع به، فقد كانت ذاكرته أشبه بالغربال الواسع الخروق، وكانت الأسماء أول ما ينسى إذا طال غياب أصحابها عنه، وكثيرا ما كان ذلك يخجله، وكان ربما التقى باثنين من معارفه لا يعرف أحدهما الآخر فيمنعه نسيان اسم أحدهما، أو اسميهما معا، أن يقوم بواجب التعريف، وكان إذا تحرج الموقف ولم يجد بدا من أداء هذا الواجب، يلجأ إلى المداعبة ويقول لهما: «إذا شئتما أن تتعارفا فلا اعتراض لي ولكن لا تنتظرا مني معونة»! فيتقدم كل منهما للآخر باسمه في حياء واضطراب ويخرج هو بذكر ما كان ناسيا!
ناپیژندل شوی مخ