ابراهیم ابو الانبیا
إبراهيم أبو الأنبياء
ژانرونه
والظاهر كذلك أنهم كانوا إلى ما بعد خروجهم من مصر لا يزعمون أنهم مميزون على القبائل الأخرى، بل يخطر لهم - كما جاء في الإصحاح الأول من سفر التثنية - أن الرب «لبغضه لهم قد أخرجهم من أرض مصر؛ ليدفعهم إلى أيدي العموريين ويهلكهم على أيديهم.»
وظاهر كذلك أن وحدة الأصل واللغة كانت توقع اللبس في تسمية القبيلة الواحدة أو الشعب الواحد، فنسخة يهوا من العهد القديم تسمي سكان غرب الأردن بالكنعانيين، ونسخة ألوهيم كانت تسميهم بالعموريين كما يرى من مراجعة الإصحاح الأول من سفر القضاة.
ويعنينا في هذا الفصل أن نبرز هذا التشابه في السلالة العربية منذ أقدم العصور التاريخية، فلم نعثر في مصدر واحد على خبر يفهم منه أن إبراهيم التقى بمن يعارض عقيدته الإلهية بعد خروجه من موطنه الأول، وقد كانت في طريقه عبادات محلية مختلفة، وأرباب محليون مختلفون، وشأن هؤلاء كشأن الأولياء والقديسين الذين يتشفع بهم أبناء كل جهة في الأمم التي تؤمن بالوحدانية، فأبناء الجهة يفضلون أولياءهم وقديسيهم، وقد يتحولون من جهتهم إلى جهة أخرى فلا ينكرون التشفع بالأولياء والقديسين في الجهة التي تحولوا إليها؛ لأنهم أصحاب الحق فيها. أما العقيدة الإلهية فهي واحدة أو متقاربة، ولولا ذلك لما كان الخليل عليه السلام يوقر ملكي صادق، ويقدم قربانه لإله عليون كما روى سفر التكوين.
إنما اشتد الخلاف الديني وخلاف العصبية بين أبناء هذه الشعوب عندما وقر في أذهان طائفة من العبريين أنهم هم وحدهم ذرية إبراهيم المختارة، وكانت دعواهم هذه طارئة لم يسمع بها إلا بعد أيام موسى بمئات السنين، وفي هذا يقول سفر التثنية: «أنتم مارون بتخم إخوتكم بني عيسو الساكنين في سعير، فيخافون منكم فاحترزوا جدا، لا تهجموا عليهم؛ لأني أعطيكم من أرضهم ولا وطأة قدم، ولعيسو قد أعطيت جبل سعير ميراثا ... طعاما تشترون منهم بالفضة لتأكلوا، وماء تبتاعون منهم بالفضة لتشربوا ...
ومتى قربت إلى تجاه بني عمون لا تعادهم، ولا تهجموا عليهم؛ لأني أعطيك من أرض بني عمون ميراثا، ولبني لوط قد أعطيتها، وهي أيضا تحسب أرض رفائيين، سكنوها قبلا ... لكن العمونيين يدعونهم زمزميين: شعب كبير وكثير وطويل كالعناقيين، أبادهم الرب من قدامهم، فطردوهم وسكنوا مكانهم إلى هذا اليوم ...»
هكذا كانت حال الشعوب المتفرعة على الأصول العربية، ولكنها لم تكن وحدها في بقاع الهلال الخصيب أو بين النهرين؛ إذ كانت هذه البقاع مفتوحة للواردين من الشرق والغرب والشمال، وما حدث في عهود التاريخ المعلومة قد حدث مثله في العهود التي لم يدركها التاريخ؛ فقد نزح قوم من الشرق يدعون بالسومريين، وأناس من الغرب يدعون بالحيثيين، وأناس من الشمال مجهولون يحسبهم المؤرخون تارة من السومريين، وتارة من الحيثيين.
فالسومريون في الغالب من أصل مغولي، وسواء ثبت أنهم من المغول أو ثبت غير ذلك، فالأمر الذي لا شك فيه أنهم من غير الساميين أو السلالة العربية؛ لأنهم كانوا يتكلمون لغة غروية
Agglutinatine
بعيدة جدا في أصولها وقواعدها من اللغات السامية الاشتقاقية، ومنها العربية
Inflectiona .
ناپیژندل شوی مخ