ابراهیم ابو الانبیا

عباس محمود العقاد d. 1383 AH
44

ابراهیم ابو الانبیا

إبراهيم أبو الأنبياء

ژانرونه

وجاء على لسان أيوب في الإصحاح الرابع عشر: «ليتك تواريني في الهاوية وتخفيني إلى أن ينصرف غضبك، وتعين لي أجلا فتذكرني.»

وإنما يأتي البعث من القبور بعد ظهور المسيح كما جاء في الإصحاح السابع من سفر دانيال: «والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطي لشعب قديسي العلي.»

وكل ما ورد في العهد القديم باسم جهنم، فهو في الأصل العبري باسم شيول أو الهاوية.

أما عقيدة الحياة بعد الموت للأبرار والأشرار، فقد وضحت في عصر المسيح على نحو لم يكن معروفا قبله، ولم يكن المفهوم في ذلك العصر أن الأبرار يذهبون فعلا إلى صدر إبراهيم، وإنما كان المقصود أن إبراهيم يرحب بذريته في عالم الرضوان. •••

ومن العقائد التي ظهرت مع المسيحية أن رسالة إبراهيم روحية وليست جسدية، وأن المقصود بذريته من يسيرون على نهجه، ويعملون بوصيته؛ فهي رسالة إنسانية وليست عصبية مقصورة على قوم من الأقوام؛ ففي الإصحاح الثامن من إنجيل متى يقول السيد المسيح:

الحق أقول لكم: لم أجد في إسرائيل إيمانا بمقدار هذا، وأقول لكم: إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب، ويتكئون مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات، وأما بنو الملكوت فيطرحون إلى الظلمة الخارجية.

ومثل هذا في كلام يحيى المغتسل - أو يوحنا المعمدان: «... اصنعوا أثمارا تليق بالتوبة، ولا تبتدئوا تقولون في أنفسكم: لنا إبراهيم أبا؛ لأني أقول لكم: إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم.»

وتكرر هذا المعنى من كلام السيد المسيح في إنجيل لوقا؛ حيث جاء في الإصحاح الثالث عشر:

إني أقول لكم: إن كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون من بعد أن يكون رب البيت قد قام وأغلق الباب، وابتدأتم تقفون خارجا وتقرعون الباب قائلين: يا رب، يا رب، افتح لنا ... يجيب ويقول لكم: لا أعرفكم ... من أين أنتم؟ ... تباعدوا عنا يا جميع فاعلي الظلم. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان، متى رأيتم إبراهيم وإسحاق ويعقوب وجميع الأنبياء في ملكوت الله وأنتم مطرحون خارجا، ويأتون من المشارق ومن المغارب، ومن الشمال والجنوب، ويتكئون في ملكوت الله، وهو ذا آخرون يكونون أولين، وأولون يكونون آخرين.

وفي الإصحاح الثاني من إنجيل يوحنا أن المسيح قال لليهود الذين آمنوا به: «إنكم إن ثبتم في كلامي، فبالحقيقة تكونون تلاميذي، وتعرفون الحق والحق يحرركم.» فأجابوه: إننا ذرية إبراهيم ولم نستعبد لأحد قط، فكيف تقول: إنكم تصيرون أحرارا؟ قال: الحق الحق أقول لكم: إن من يعمل الخطيئة فهو عبد للخطيئة، والعبد لا يبقى في البيت أبدا، أما الابن فيبقى إلى الأبد.

ناپیژندل شوی مخ