ويجوز ان يكون اسقف حران ثيودور ابو قره هو الجاثليق المجهول الذى كان يناظر الامام الرضا (ع) في عده مجالس ذكرها ابن بابويه في كتابه (عيون اخبار الرضا).
ودخلت حران ظل الاسلام ايام عمربن الخطاب(رضى الله) على يد عياض بن غنم، الصحابى القائد الذى صارت اليه ولايه الشام كلها، استخلفه عليها ابو عبيده ابن الجراح عند احتضاره، وهما قريبان، واقره عليها عمر حتى توفى سنه 20ه.
افتتحها مع جارتها الرها صلحا، نزل عليها قبل الرها، فخرج اليه مقدموها فقالوا له: ليس بنا امتناع عليكم، ولكنا نسالكم ان تمضوا الى الرها، فمهما دخل فيه اهل الرها فعلينا مثله.
واهل الرها كلهم نصارى، ولهم ثلاثمئه وستون ديرا، وكنيستهم الكبرى الملبسه بالفسيفساء معدوده في عجائب الدنيا، وفيها ولد هرقل امبراطور الروم الذى هزمه المسلمون في فتوح الشام.
وفتحت المدينتان ابوابهما للمسلمين، وبقيتا حليفتين يجرى على الواحده ما يجرى على الاخرى، لاسيما ايام السلاجقه ثم ايام التتار، اما ايام الغزو الصليبى فسلمت حران، في حين كانت الرها محطتهم الاولى في بلاد الشام.
وقبل هذا التاريخ كان اهل الرها يقدسون منديلا يزعمون انه منديل المسيح(ع)، من اجل ذلك بقيت المدينه عرضه لغزو الرومان حتى اعطاهم المسلمون ذلك المنديل في سنه 332ه (944 م).
وحين كانت الدوله للسلاجقه في العراق واجزاء من الشام كانت حران في ملكهم، تبادلها امراوهم وربما تنازعوا عليها، حتى دخلها عماد الدين زنكى سنه 540 ه لينقذها من غزو صليبى كان على الابواب.
مخ ۶