وقوله (ع): (وبعد هذه السنين يجى ء الملاك جبريل الى الجحيم ويسمعهم يقولون: يا محمد، اين وعدك لنا ان من كان على دينك لا يمكث في الجحيم الى الابد؟ فيعود حينئذ ملاك الله الى الجنه، وبعد ان يقترب من رسول الله باحترام يقص عليه ما سمع. فحينئذ يكلم الرسول الله ويقول: ربى والهى اذكر وعدك لى - انا عبدك - بان لا يمكث الذين قبلوا دينى في الجحيم الى الابد. فيجيب الله: اطلب ما تريد يا خليلى لانى اهبك كل ما تطلب).
فلو كان هذا الانجيل معروفا عند المسلمين لكان مقدما عندهم في احتجاجهم على النصارى بلا ريب، ولكان معتمدا ايضا في الحديث عن وحده الاديان وتقارب الشرائع السماويه.
ولو كان هذا الانجيل حيا بين النصارى لتعارفت امم الارض وتقاربت اكثر، ولاختفى كثير من الشر الدائر بينها.
الباب الثانى- ميادين عقائده الكبرى
الفصل الاول-الاجتهاد والتقليد
ما زال حديثا قرار المستنصر العباسى بايصاد ابواب الاجتهاد، ووقفها على المذاهب الاربعه! القرار الذى سرى سريعا في ارواح المقلدين، فتعصب له المشايخ والسواد وكانه السنه المحمديه المفقوده، وقد عثر عليها توا!.
فمنذ قرى ذلك النداء في المدرسه المستنصريه سنه 631 ه صار الخروج عليه بدعه مستنكره لا يرجى لصاحبها مغفره!. من هنا عد تمرد ابن تيميه على هذا القرار اهم ما اخذ عنه، وبه اشتهر.
وقد سبقه الى هذا المضمار اعلام كبار، منهم: ابو شامه المقدسى الدمشقى (ت 665 ه) وقبله كان عز الدين بن (عبدالسلام (ت 660 ه) شيخ الشافعيه وفقيههم في عصره، ومن قوله في ذلك: من العجب ان الفقهاء المقلدين يقف احدهم على ضعف ما اخذ به امامه، بحيث لا يجد لضعفه مدفعا، وهو مع ذلك يقلده فيه، ويترك من شهد الكتاب والسنه والاقيسه الصحيحه لمذهبهم، جمودا على تقليد امامه!.
بل يتحيل لدفع ظاهر الكتاب والسنه ويتاولها بالتاويلات البعيده الباطله نضالا عن مقلده!.
مخ ۵۲